فنون وثقافة

القفطان الجزائري … اعتبرته منظمة اليونيسكو الدولية من أصل و هوية جزائرية

إعداد : سهيل جوداد

عرف القفطان منذ القدم كلباس منتشر في مختلف أنحاء العالم، وفي مناطق مختلفة منها (آسيا الوسطى، بلاد فارس”إيران حاليا”، والهند عندما كانت محتلة من الماغول، البندقية، المملكة العثمانية “تركيا حاليا”) كما ينحدر حتى العهد الأموي.

القفطان عبارة عن عباءة أو سترة طويلة تلبس فوق اللباس أنذاك، وكان القفطان لباس مخصص للرجال فقط ، وكلمة قفطان أو كما يطلق عليها باللغة الفرنسية (Kaftn، Qaftan) كلمة تركية مأخوذة أصلا من اللغة الفارسية و.

القفطان الجزائري عبارة عن عباءة أو ستر طویلة تصل إلى الركبتین وأكمام واسعة طویلة تصل إلى الكوع تلبس فوق ملابس اخرى ویختلف من شخص إلى أخر ومن منطقة لأخرى في التطریز والشغل الیدوي وكان ارتداؤه في السابق حكراً على الرجال من الأمراء والسلاطين فقط، ليصبح متاحاً للعامة في عهد العثمانيين، ويغدو أكثر شهرة وشيوعاً بين الجزائريي، حيث ترتديه اليوم النساء والرجال ولكل طرازه، وقد ظهر القفطان الجزائري في الجزائر نتیجة للمد الإسلامي وخاصة في عهد الدولة العثماني ولم یكن في تراث الجزائر قبل هذا والقفطان الجزائري صار الزي الشعبي في بعض المدن الجزائریة حتى الآن منها مدينة تلمسان غرب الجزائر العاصمة.

كما كان اللباس الرسمي للسلاطين العثمانيين آنذاك، وكان يشكل واحدة من المجموعات الرئيسية للقصر “توبكابي” في إسطنبول، والبعض قيم للغاية حتى أنه كان يقدم كهدية ومكافأة لكبار الوجهاء والجنرالات المنتصرة في الاحتفالات الدينية.

كان موجودة منذ عام 1515م في عهد العثمانية بالجزائر ، حيث كانت لها تصميمات مختلفة وكانت مطرزة بخيوط ذهبية ومصنوعة من الأقمشة المخملية وتحمل علامة القفطان الجزائري القديم والأصيل.

يسمى القفطان الجزائري(بالفرنسية: Caftan algérien)‏، وكان السلاطين العثمانيّون يرتدون “القفطان” الزيّ التقليدي المعروف بالجزائر، ويُقال إنّ العثمانيّين أدخلوه إلى الجزائر في القرن 15.
القفطان كان حكرًا على الرّجال حتّى صمّمت نساء الجزائر نموذجًا نسائيًّا منه، وقد ساهم الإنتشار الجغرافي الإسلامي إلى إنتشار القفطان على مدى قرون وفي مختلف البلدان والثقافات، وكان هذا الإنتشار ناتج عن التجارة والقوافل التجارية العابرة آنذاك عبر العالم العربي والإسلامي، حاملين معهم مجموعة متنوعة من المنتجات والأقمشة والأنسجة، فمكة المكرمة أو الحج كان منطقة عبور لكثير من التجار وكانت مدينة الجزائر العاصمة تجارية في ذلك الوقت يتبادل فيها التجار السلع الآتية من شرق آسيا، المشرق، أفريقيا وأوروبا.

كما يوجد عدة أنواع من القفطان الجزائري الأصيل مثل : “قفطان القرنفلة” و”قفطان الباي” و”قفطان القاضي” و”قفطان الشدة التلمسانية” والمنصورية أيضا وغيره من الأنواع الأخرى.

ظل القفطان الجزائرى محافظاً على عراقته وأصالته، عبر حراس هذا التراث من الحرفيين والمصممين القدامى، الذين يتعاملون بحذر شديد مع تطوير هذا اللباس وإضافة لمسات جديدة على تصاميمه، خوفاً من فقدان عراقته، لما يمثله من إرث حضاري وتاريخي جزائري. شهدت صناعة القفطان الجزائري نمواً كبيراً وإقبالاً متزايداً، في الأعوام الأخيرة، بعد قيام المصممين الجزائريين بإيصاله إلى المحافل ومعارض الأزياء الدولية، حيث أصبح لا يمثل القفطان إرثاً حضارياً وتاريخياً للجزائر فقط، بل بات يشكل رافداً مهماً لخزينة الدولة ورمزا من رموز الهوية الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى