رسائل أحجمت عن إرسالها في اللحظات الأخيرة…
وفراشات لم أصطدها ذات صباحٍ ربيعي بعيدٍ جداً في ذاكرة الفصول .. و طرق لم أسلكها .. و جسور لم أعبرها..
وقصص لم اكتبها و أخرى لم أقرأها…
منبهي الذي لم يرن.. ليكون بيني وبين انبثاق الحلم دقائق ثلاث ، و الحافلة التي تعطلت لأصل بعد الموعد بساعة ..
وذاك النهر الغاضب الذي تهيبت عبوره وعدت ادراجي إلى بيتنا الدافء.
طرق اختارت أن امشيها واخرى لم تفعل.. ومسارات تعذر علي الوصول إليها ، ومنعطفات إجتزتها على الكراهة ، و كأن يداً سحرية كانت تدير دفة فُلكي، وريحاً عجيبة تنفخ على اشرعتي، وأقلاماً خفية تعيد رسم خرائطي ، ومنعطفات دروبي.. .
ممتنة أنا.. للريح.. للأفلاك للجسر للطرقات للفراشات الهاربة.. للنور للظلام.. للقصائد المهملة ، للمنبه المعطل، والنهر الغاضب.. ممتنة لأحلام طُويت، وأمنياتٍ صدِئت ، وصورٍ تلاشت..
كلُ الامتنان
ها قد وصلت إلى أنا التي أحب أن أكون..
