مقالات الكتاب

ثورة الشك التقني و الذكاء الاصطناعى

بقلم: كريم مراد

مما لا شك فيه إن الثورات التكنولوجية تتسبب في تغييرات غير نمطية فيما يدور حولنا ولا نبالغ أنه من فرط إرتباطنا حاليا بالتكنولوجيا وإتكالنا عليها في كافة مناحي الحياة فإن هذه الثورات والطفرات التكنولوجية الحادثة تؤثر بالفعل على أنماط حياتنا بشكل سريع جدا.
ومن أبرز الثورات الآن هي ثورة الذكاء الاصطناعى التي طغت على كثير من الأحداث حول العالم بل ان الكثير قد ربط هذه الثورة بالتسبب أو على الأقل التأثير على هذه الأحداث.
مبدئياً يجب أن ندرك أن الذكاء الاصطناعى ليس وليد اللحظة ولا هو أمر جديد بل ما يحدث الآن هو تطور طبيعي للذكاء الاصطناعى المتولد منذ أعوام ماضية وإنه مستمر في التقدم ولم يصل إلى ذروة تطوره بعد , ولعل من أبرز ما لمسناه في السابق من تطور الذكاء الاصطناعي هو مساعد آبل ” سيري ” أو مساعد جوجل في أجهزة الأندرويد وكيف أنه عن طريق التحدث لهما فإنهما ينفذا الأوامر بدقة شديدة.
أيضا لا يخفى على الجميع تطور الروبوتات الآلية و التي أضحت جزء لا يتجزأ من معظم الصناعات الحديثة حاليا وخاصة في الصناعات الثقيلة وصناعة الأسلحة وغيرها.
ولكن يبقى التساؤل المهم … ما الفرق بين ما تم ذكره من ذكاء أصطناعي سابقا وبين الثورة الحادثة حاليا ؟
الإجابة بإختصار إن ما تم هو عبارة عن تنفيذ لأوامر مخزنة سابقا سواء في الأجهزة أو بداخل شبكة الإنترنت والذكاء الاصطناعى كان يقوم بالبحث أولا عن هذه الأوامر ومن ثم تنفيذها وإن لم يجدها مخزنة لا يقوم بالبحث أو التنفيذ, ولكن منذ بداية ثورة الذكاء الإصطناعي مع مطلع هذا العام اكتشفنا أنه الآن أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعى التفكير أيضا !!!
الأمر ليس سهلا ولا بسيطا … الآن اصبح بإمكان الأجهزة والروبوتات الآلية التفكير و التدبير لطلباتك … فيمكنك الآن أن تطلب من الذكاء الإصطناعي أي أمر أو طلب ليس مخزنا بشكل سابق او على شبكة الإنترنت بل يقوم بالتدبير واستخدام كل خبراته المخزنه في إبتكار أفكار جديدة وتنفيذها !
فعلى سبيل المثال يمكنك أن تطلب منه تأليف قطعة موسيقية كلاسيكية حزينة من العصر الباروكي وتتفاجىء بأنه قام بتأليفها بالفعل وأرسلها لك ! هي ليست معدة مسبقاً و لا قام بتأليفها أحد الموسيقيين من قبل و عثر عليها الذكاء الإصطناعي بل قام بتأليفها من الصفر و أصبحت ملكا لك و لم يسمعها أحدا قبلك !
يمكنك أن تخبره برغبتك في عمل غلاف لكتاب من تأليفك وأن يكون مثلا غلاف تشويقي لقصة بوليسية غامضة و أن يكون التصميم بشكل سينمائي وستفاجئ من النتيجة المذهلة !
الأمر أصبح سهلا بشكل خطير و ينذر بعواقب غير إعتيادية و ينذر بجرائم جديدة مستحدثة لم نعهدها من قبل وبالتالي وجب الحرص و الحذر من ثورة الذكاء الاصطناعي و نرى ما ستؤول إليه الأمور فيما بعد و لكن دون تجنبه أو الإبتعاد عنه و لكن أن يتم الأمر برفق و بحذر.

أخيرا يترائى أمامنا الآن سؤال بديهي .. هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على عدة وظائف يستطيع هو أن يقوم بها على وجه الدقة مثل وظائف المبرمجين و المصممين و الفنانين و المؤلفين و الشعراء و الملحنين و المهندسين و غيرهم الكثير ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى