مقالات الكتاب

ديموزي و حكاية الشهر سبعة

بقلم: د. رجاء صالح الجبوري

يستخدم الرقم 7 لتجسيد فكرة الاكتمال. وفي كل من الدين الإسلامي واليهودي، هناك 7 سماوات، كما يدور المسلمون حول الكعبة 7 مرات أثناء أداء فريضة الحج في مكة. ويمثل الرقم 7 الانسجام الذي يشمله الين واليانغ والعناصر الخمسة في مدرسة الكونفوشيوسية. وهناك 7 عوالم عليا و7 عوالم سفلى في الديانة الهندوسية،
و هناك الأفيال السبعة حارسة معبد الإله المقدسة حسب العقيدة البوذية القديمة ، خطى بوذا سبع خطوات عند مولده ثم سار سبع سنين بحثاً عن الحقيقة حتى وجدها في زهرة اللوتس المقدسة ذات السبع ورقات والتي يتخذها البوذيون رمزاً للتفاؤل.

نجد للرقم 7 فى الإسلام مكانة خاصة، حيث ذكر ما يقرب من 24 مرة ما بين «سبع» و»سبعا»،
وفي العهد القديم يمثل الرقم 7 الكمال الروحي فقد خلق الله السموات والارض في ستة ايام ليشرق اليوم السابع على الكون في كامل بهاءه .

عجائب الدنيا سبع، والأقزام في قصة بياض الثلج سبعة، و سبعة أيام في الأسبوع، و سبعة ألوان تتحد لتصنع الضياء ، وسبع نوتات موسيقية على السلم الموسيقي، والقائمة مستمرة.

اما تسمية تموز فقد جاءت من ههنا من بلاد ما بين النهرين ومن حضارات العراق القديمة نسبة الى «ديموزي « الإله الميت الحي وأسطورة عشقه الأبدي لإلهة الخصب والنماء «عشتار «وحكاية نفيه الى العالم السفلي ، وكيف نجحت عشتار في تحريره على أن يمضي الأشهر الست الأولى من كل عام في عالم الاموات لتبعث فيه الحياة من جديد مطلع سابع شهور السنة الشمسية.

فبعد موت تموز ينتهي الصيف ومع تباشير الخريف يودع الإنسان حبة القمح تلك (الجافة والميتة) في رحم الأرض لتعود بعدها للحياة وتصبح بيدراً ، تجسيدا لانبعاث الحياة من الموت، وإزهار الامنيات بعد انقطاع الاسباب ، تماماً كما يبعث تموز كل عام من رحم مملكة الموت في أعماق الأرض، ويعود إلى حضن عشتار، بيت الحياة، لتكتمل دورة الحياة، ستة شهور في عالم الأحياء (فصلا الربيع والصيف) وستة شهور في عالم الأموات (فصلا الخريف والشتاء )

ويعتقد بعض الباحثين أن تموز كان من سلالة ملوك سومر قبل مايسمى بعصر الطوفان ومن المرجح أن عصر الملك تموز كان عهد خصب وازدهار ورخاء، ليتم تخليد اسمه في أهم أساطير العالم القديم وهي أسطورة الخصب المقدس». ومن ثم جاء تأليهه .

هكذا حاك أسلافنا اسطورة تموز ،الاله الذي عاد من عالم الاموات ، عالم اللا رجوع ، كالأمل الذي يخبو ولا ينطفئ يضعف ولا يموت ، يستكين ولا يُهزم ، هكذا اسست الاسطورة البابلية «الرافدينية « تعاقب الفصول وتداول الأيام وتقلب الأحوال ، فلا خصب يدوم ولا قحط يمكث ابداً ، وكذلك الظلام والضياء ، العدل الظلم ، الحب والكراهية ، الذكرى والنسيان ، الموت والحياة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى