مقالات الكتاب

سهاد – قصة قصيرة – الرسالة الرابعة

د. رجاء صالح الجبوري

#الرسالة_الرابعة

إلى صديقتي الكاتبة
أين توقفنا آخر مرة…؟
لنكمل من هنا… من قصاصة الورق المكتوب عليها اسمه.

وحين عاد أبي من عمله.. أخبرته أمي بشأن زيارة تلك السيدة وناولته قصاصة الورق التي حدثتكِ عنها…
كنت أُمثل أني مشغولة بمتابعة برنامج على التلفزيون… حين صاح أبي بصوت إلى الصراخ ، رغم أني لا أبعد عنه سوى بضع خطوات:
_سهاد!!
_ نعم بابا.
_ أتعرفين هذا الولد؟
_لا.. يا أبي من أين لي أن أعرفه.
ثم التفت إلى أمي وقال لها :
_إذا رجعت اخبريها أنه ليس لدينا نية لتزويجها قبل أن تكمل دراستها.
ظلت عينيّ معلقتان على التلفاز خشية أن يلحظ ابي الخيبة التي تملكتني وكست ملامحي.
في اليوم التالي كان زياد ينتظرني كعادته بباب القاعة ألقيت السلام على الجمع الذي يقف فيه… كانت الابتسامة تطفح من وجهه غير كل يوم.
مسكين ، كان يظن أن الأمر بهذه البساطة.
بعد اسبوع عادت السيدة لتعرف جوابنا.. فبلغتها أمي بالرد الذي لقنّها أبي إياه بكل شفافية.
كانت أمي ضعيفة أمام ابي وخانعة للغاية.. وكلما حاولت أن أتمرد كانت تقول العبارة ذاتها :
_لا تفضحينا.
الفضيحة بنظر امي : هي أن يغضب أبي.
اختفت الابتسامة من على وجه زياد في الأيام التالية وقل تواجده في قسمنا..
وبعد أسبوع .. سمعت أخي الصغير يقول لأمي : أن مجموعة من الرجال زاروا ابي في الدكان وكانوا يريدون خطبة سهاد لابنهم فقال لهم أبي :
_ إنها محجوزة لإبن عمها.
لم يكن زياد بانتظاري على باب القاعة في الصباح التالي ولم أره لعدة أيامٍ بعدها…
وبعد شهر اتصل عمي الأكبر بأبي؛ ليخبره أنه قادم لزيارتنا يوم الجمعة ومعه ضيوف.
وحدث بالفعل أن جاء عمي ومعه رجال كثر؛ أصدقاء لأبي وبعض الأقارب وآخرون لا نعرفهم..
كان الرجال يتحدثون بصوت يسمعه كل من في البيت… علمت أنها خطبة؛ ولكن لمن؟ لم اتبين ذلك.
أخبرني أخي الصغير أن عمي حضر من الشمال بعد أن استعان به أهل الخاطب .. ليعلن أنه يتنازل عن حق ابنه في ابنة عمه (أنا ) لخاطر هذا الولد الشريف على حد تعبير عمي.
حاصر عمي ابي وحين لخط تردداً في عينيه قال له :
_لا تحمل ذنب البنت.
هزت العبارة أبي لكن حجته كانت حاضرة..
_ الرأي رأي البنت.
راهن ابي على خوفي من الجهر بالموافقة ؛ لكنني خذلته.
ما كان من عمي إلا أن نهض من مجلسه وغادر غرفة الضيوف ونادى عليّ..
لبيت وقلبي يرتجف وانفاسي تكاد تتقطع.
_باباتي سهاد… هل تقبلين بالزواج من هذا الولد . قال ذلك بينما بينما يشير إلى غرفة الضيوف ..
بصوت متهدج وانفاس متحشرجة قلت :
_بكيفكم عمو انا ما لي رأي بعد رأيكم.
كان لعمي شخصية مرحة يملؤها النشاط… غادرني بعد أن سمع ردّي.. ودخل حجرة الضيوف وقال مسمعاً كل من في البيت
_ على بركة الله.. لنقرأ الفاتحة.
يُتبع….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى