إبداعات الكتاب

ظروف

بقلم: د. رﺟﺎء ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺠﺒﻮري

_كان عندي ظروف .
هكذا بررت صديقتي غيابها الطويل وإحتجابها عني لشهور .
وقالت أخرى :
__ لدي ظرف خارج عن إرادتي .
شارحةً امتناعها عن المشاركة في مؤتمر عُقِدَ في مدينة بعيدة:

وقالت أخرى بلهجة أقرب للتأفف:
_ظروف ….
تاركةً الفاء تهتز كحبل الناقوس الذي عافه الراهب للريح تعبث به بعد انتهاء القدّاس وانصراف المصليين.

لم ينصت احدٌ من الحضور إلى فاء صديقتي التي دارت في الغرفة دورة كاملة قبل أن تختبئ في زاوية معتمة قرب السقف كبيت عنكبوت مهجور توقف عن اصطياد الطرائد وتحول إلى مصدة للغبار ….
ظلت الفاء في ظروف صديقتي ترن في اجواء اجتماعنا ذاك كأجراس الهواء التي تصلصل لهبات النسيم العابث دون أن يلتفت لرنينها أحد

لا أحد يملك الرغبة في معرفة ظروفك ….
لأننا محملون بأمثالها وربما أكثر ….
وكل منا بالكاد يُعنى بظروفه ….

مغلفاتٌ معتمة تضم شكاوى لا نريد للأعين أن تراها ، صروف ومكابدات
لا ترجو رُقى التعاطف ولن تنفعها تعاويذ ال(خطية ) نكتبها في رسائل سرية موجهة له وحده، نخبأها في ادراج سرية في طاولات الصبر و رفوف لملمة شتات النفس، وقد ندسها عمدًا في حقائب المسكوت عنه .
وحين يسألونك :
_ماذا بك ؟ تقول :
_ظروف ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى