أود قبل كل شيء أن أشكرك على خطابك الأخير . كانت لفتةً جميلةً أن تكاتبني. كما راقني أن تصفني بالمحارب العنيد. اعترف يا صديقي أنك قلّما طرقت أبواب قلبي ، ولكنك حين فعلتْ أرشدتني إلى مكامن النور في روحي وعلى طريقي .
أذكر كيف تمكنت من عقلي يوم علقتُ في ذاك النفق المظلم .. فأيقنت أن لا ضياء سيلوح في نهاية النفق ، وأن عليّ أن أتحسس طريقي في العتمة ؛ لأكون أنا النور الذي يتراقص عند نهاية الدهليز محتفلاً بعبورهِ من الظُلمة إلى الضياء .
وحين طرقت بابي يوم جف اصيص الورد.. وانا احاول بالماء والظلال تارة وبالشمسِ تارةً أخرى ..
يومها همست لي أن الزهرية لن تورق من جديد.. فاقتلعت اطلالها وغرست أخرى، وها هي تزهو بازاهيرها على شرفتي كل صباح.
وحين طال انتظاري على رصيف المحطة.. مررت بي قائلا :
_قطارك ليس على هذا الرصيف.
تحركت من فوري بحثاً عن قطار أحلامي ليقلني إلى حيث ينبغي أن أكون.
علمتني يا يأسي المضيء.. ان بعض اليأس مزهر
وإن في قلب اليأس نبض من رجاء.