مقالات الكتاب

عزيزي سانتا

بقلم: د. رجاء صالح الجبوري

عزيزي سانتا
كيف حالك..
اظن انك تدين لي بالكثير.. فقد مرّ زمن طويل منذ أن طلبت إليك هدية..

وددت ذات شتاء منسيّ أن أحظى بكرة ثلج بلورية بفتاةٍ تحمل مظلة.. كان سيروقني مشهد الثلج يتهاوى على فتاة البلور ، تلك النحيلة بنظارتيها وظفيرة شعرها المتدلية على جنبها .. دون أن تفرد المظلة لتحتمي بها من ندف الثلج المنهمرة صوبها من كل الأركان .. كنت سأُكبر لتلك الفتاة عنادها الصامد أمام تقلبات الطقس..
.. وفي ميلاد آخر تلاه .. أردت من كل قلبي الحصول على صندوق موسيقى بباليرينا تدور حول نفسها برشاقة ما أن أدَوِّر المفتاح..
كانت ستبهجني فكرة الدوران على أنغام الموسيقى بحركات لا تبتعد عن إحترافية فتاة في السادسة..
لا شيء وصلني لا كرة ثلج ولا صندوق موسيقى.. صرت تأتيني كل عام بمفكرة جلدية فاخرة بحواف مذهبة ودزينة من أقلام أفضلها .. اعلم جيداً انك كنت تستحثني على المزيد من التدوين.. وها أنا أفعل.
اريد هذا الميلاد مكافأة مختلفة، رزمة من هدايا سحرية… مع أنني لا ازال احلم بفتاة كرة الثلج وصندوق الموسيقى.
.. ماعلينا.. إليك مطالبي :
أود لو تصحبني عزيزي سانتا في رحلة حول العالم .. سيكون مذهلاً ان أطوف العالم بعربة ثلج طائرة تقودها ثمان رنّات.. نطير وأجراس الرنّات تجلجل .. والثلج يتساقط بينما تنادي بصوتك الشبيه بدفء البيوت القديمة…
Merry Christmas
اريد لجولتي أن تنتهي قبل الفجر ففكرة العودة قبل أنتصاف الليل لا تروقني .. عند الفجر أعود إلى فراشي الدافئ.. هناك اريد أن أجد.. قلماً بمداد لا يجف ، وكتاباً لحكايات تتدفق لشتاءات وشتاءات دون توقف ؛ فتنبجس الحكاية من قلب اختها، وقبل أن تنتهي تنبثق أخرى.. وهكذا ، كتعاقب اليل والنهار والصيف والشتاء والنور والظلام..
أظن أن هناك متسع لكرة البلور بالفتاة ذات المظلة وباليرينا الصندوق الموسيقي على رف المدفئة.
ميلاد مجيد سانتا
المخلصة دجلة..

تعليق واحد

  1. سعادة الأستاذة سارة شهيل المكرمة
    أعتز بإطلاعي على مجلة النخبة، نورا.. الاسم العريق الذي يتتبع المحبة والجمال.
    اكون سعيدا بالكتابة معمم
    كل هذا الرقي، يدل على شفافية شخصيتك المهلة القيادية
    بإعتزاز وورود عطرة
    حسين دعسة
    مستشار وزير الثقافة الأردنية
    مدير تحرير جريدة في جريدة الرأي الأردنية
    huss2d@yahoo.com

    موبايل00962795491186
    huss2d@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى