دقائق قليلة وينتصف الليل… أجواءٌ احتفالية تسود الرصيف ١٢ من المحطة ٢٠٢١.
حشود المحتفلين تملأ المكان، اضواءٌ تومض، وألعاب نارية ، و موسيقى صاخبة، و تبادل هدايا، وأمنياتٌ من القلب.
تتوسط المشهدَ شاشةٌ رقمية عملاقة تظهر الرقم 59… والعد تنازلي 58.. 57.. 56.. رقص و موسيقى و عناق ، احتفالات في كل مكان.
يظهر على الشاشة الرقم 10، لم يتبقى سوى عشر ثوانٍ… يسود السكونُ أجواءَ رصيف المحطة ، تتوقف الموسيقى ، وتتجمد الأجساد ، وكأنَّ عصاً سحرية نثرت على الجمع غباراً عجيباً ليُوقِف ضجيجهم ويعلّق أعينهم بالساعة التي وصلت الآن الرقم ٥… يردد المحتفلون بصوت واحد… خمسة… أربعة… ثلاثة وفجأةً يطغى على أصواتهم المتلاحمة صوت صفير القطار المقبل من بعيد تغطي مقدمته يافطة كُتِب عليها بحروف مرحة
Happy New year 2022
يكمل الجمع إنشاده :ثلاثة… اثنان….. واحد…. يقترب القطار أكثر فأكثر… تُظهر الشاشة رقما جديداً، يظهر وحيداً هذه المرة :
2022
تُضيء السماءَ ألعابٌ نارية تجد طريقها إلى الفضاء من كل الإتجاهات … يعلو التصفيق احتفالاً بوصول قطار العام الجديد الذي سينطلق بسكان الأرض من محطة إلى أخرى على مدار إثني عشر شهراً .. ثوانٍ قصيرة من البهجة… يتوقف بعدها كل شي… تسكت الموسيقى وتبرد قاذفة الألعاب النارية… وتعبث الريح بمغلفات الهدايا وتعود ساعة الميدان للعمل بديدنها المعتاد وينحسر اهتمام الجمهور بالثواني المارقة…
وتخلو المحطة من روادها الذين تعجلوا اللحاق بالقطار .
هنالك من صحِب معه خيباته وإنكساراته و كل أوجاع عامه الذي مضى واعوامٍ سبقته ، حملها معه ومضى مثقلاً بها إلى عامه الجديد.
وهناك من تخفف من أحماله فترك كل ما قد يوجعه على رصيف المحطة الأخيرة من العام المنصرم؛ ليبدأ رحلة العام الجديد متطلعاً لغدٍ أجمل .