تأخرت و انا أحاول استيعاب كمية الدمار و الموت المحيط بأهلنا في سوريا الحبيبة.. في جو شديد البرودة و ثلوج منهمرة بيضاء تلونت بلون الهلاك و الدم فأضحت مقيتة متشحة بالسواد و خضاب الدم الذي ملأ المكان.
زلزالٌ خلّف وراءه عائلات تشردت و أطفال تيتمت و أمهات يتجرعن الأسى على فقدان أهلهن و أبنائهن..
كيف لي أن أفسّر لأبنائي واقع مأساةٍ حدثت في غمضة عين؟
كيف لي أن أشرح لهم كمية الفقد و المعاناة التي تتربص بأهلنا في سوريا؟
كيف لي أن أعطي حلولاً لأبنائي للحد من هذه الفاجعة الإنسانية و هم من يؤمنون ان الأم عندها كل الحلول مثل كل الأطفال في العالم؟
كيف لي أن امسك دمعتي امامهم على أطفال ولدوا تحت الركام؟
كيف لي أن ألعب معهم و أطعمهم و أهلنا محاصرين تحت الأنقاض؟
كيف لي أن أسقيهم الماء و غيرنا لا سبيل لهم لقطرة ماء؟
كيف لي أن أحرص على دفئهم و الأطفال المنكوبين في العراء؟
للأسف لا أمتلك الاجابات على كل تلك الأسئلة ولا سبيل لي لمنعها. لكن دعائي و أمنياتي لأهلنا أن يتحلوا بالصبر.. لطالما كان الله مع الصابرين.. رفع الله عنكم هذه المحنة و الشدة.