شخصيات ملهمة

قصة نجاح الملياردير العربي طلال أبو غزالة

وُلدَ طلال أبو غزالة في 22 أبريل عام 1938 في مدينةِ يافا الفلسطينية، من أبٍ فلسطيني وأمٍّ سورية، وكانَ والدهُ رجلاً مُقتَدراً وميسوراً، وكانَ أولَ من أنشأ شركةَ نقلٍ عامٍّ بين يافا والقدس، وكما أنَّ والدهُ أيضاً هو أوّل من أدخل صناعة الثلج إلى يافا. هُجِّرَ هو وعائلتهُ بعدَ النكبةِ الفلسطينةِ عام 1948م إلى مدينةِ صيدا اللبنانيَّة، وأقاموا في بلدةِ الغازيةِ لمدة خمس سنواتٍ، ودَرسَ المرحلتين الإبتدائية والمتوسطة في صيدا، بسببِ عدمِ وجودِ مدرسةٍ في الغازية. كانَ أبو غزالة مُضطراً لمشي ما مِقدارهُ ساعتينِ ونصفٍ يوميَّاً للذهابِ إلى المدرسةِ، وساعتينِ ونصفٍ للعودةِ إلى المنزلِ؛ واستمرَّ هذا الحالُ لمدةِ خمس سنواتٍ، ولكن يقولُ طلال أبو غزالة أنَّه كانَ يَجدُ مُتعةً في المشي كلَّ هذهِ الساعاتِ، وبأنَّ صِحّته وما هو عليهِ الآن من العافيةِ، يعودُ فضلهُ إلى هذا المشي المُتواصلِ. وبعدها، انتقلَ إلى بيروت من أجلِ الدراسةِ الثانويَّة، وكانت دراستهُ في كلِّ هذهِ المراحلِ بمنحةٍ مجانيَّةٍ؛ لأنَّه كانَ الأوّل دائماً، وحصلَ على منحةٍ دراسيَّةٍ في الجامعةِ الأمريكيَّة في بيروت، من قبلِ هيئةِ إغاثةِ اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

– الثقةُ في النفس هي قاعدة الارتكاز نحو الانطلاق ” الطفل اللاجئ في سنة 1949 وكان عمره 11 سنة، استطاعت والدته أن تصنع من (الحرام) الذي كان يُعطى للاجئين كغطاء، (جاكيت) خيطته بيديها، كان التلاميذ يضحكون على هذا (الجاكيت) بسبب القماش وطريقة الخياطة، لم يؤثر فيّ ذلك، بل كنتُ اتباها به “.
– العمل هو الطريق الأقصر والأصوب وصولًا الى تحقيق الحلم ” اشتغلتُ في بداية حياتي عاملًا في محل لبيع (البوظة)، وكان ذلك في الفترة الليلية، وقد سألتهم: هل يمكنني أن أكل (بوظة) فقالوا ليّ: بإمكانك أن تأكل ما تُريد، كانت سعادتي كبيرة، لأنني لم أكن أحلم بالحصول على (البوظة)،

“طفولتي كانت في يافا، منذ عمري 10 سنوات أصبحتُ لاجئًا، مع اللجوء بدأت المعاناة، كثير من الناس يرون أن المعاناة نقمة، بالنسبة ليّ المعاناة كانت نعمة، انا محظوظ لأنني اضطررت أن أعاني، وجعلت من المعاناة عنواناً للتحدي، لأثبت أن الانسان الفلسطيني يستحق أن يكون له مكانه ومكانته.
– المحاولة والمثابرة والثبات عناوين كبيرة في مسيرة طلال أبوغزاله “انتقلنا الى بيروت لدراسة المرحلة الثانوية، لم يكن لدينا القدرة على دفع مصاريف الدراسة، ذهبت الى مدرسة المقاصد الاسلامية، وقمت بالتسجيل، طلبوا الفلوس، قلتُ لهم:
لا أملك، مُزقت الأوراق، وقيل ليّ: لماذا تضيع وقتنا، أتريد أن تدرس مجانًا؟ قلتُ: أريد منحة، قيل ليّ: المنحة بعد أن تنجح بتفوق، ذهبت ليلًا الى صاحب المدرسة في بيته، قيل له: ولد صغير يريد أن يحكي معك، أستقبلني الرجل، قلتُ له: جئت أطلب كفالتك، ذهبت لكي أسجل في المدرسة ولكنهم رفضوا، أرجو أن تكفلني لفصل واحد فقط، وسأكون الأول في كل المواد، وإذا لم أكن الأول في هذا الفصل الأول أطردني من المدرسة، قال ليّ:
إلى هذه الدرجة متأكد، قلتُ له: لستُ متأكد ولكني مُضطر، لأنه ليس لدي حلِ إلا أن أكون الأول، وهكذا كان”.

الجامعة الامريكية في بيروت، دخلها الطالب أبو غزالة بعد حصوله على منحة، لأنه لا يستطيع دفع مصاريف الدراسة، تخرج منها بتفوق، الجامعة لم تنس خريجها النجيب والذي غدا أسماً لامعاً، الجامعة كرمته وأطلقت أسم طلال أبوغزاله على كلية الدراسات العليا في الاعمال وهي أول كلية في الوطن العربي.

-تنبه طلال أبوغزاله الى مجال تقنية المعلومات مُبكراً ولذلك حرص على أن يحجز لنفسه مقعدًا في هذا القطار السريع “عام 1965 سمعت باختراع (word processor)، أستلفت مبلغًا ماليًا وذهبت الى بريطانيا لحضور دورة في هذا المجال في شركة (IBM)، هذا الاختراع الذي مثل بداية الكمبيوتر، وشاهدت تلك الآلة الضخمة التي من خلالها تتم عملية ادخال البيانات وطباعتها، وقلت:
هذا اختراع عظيم ولكن لا يمكن أن يكون النهاية، إنها البداية، بدأت أعمل وأتابع الى أن ترأست لجنة (تقنية المعلومات والاتصالات) بغرفة التجارة الدولية.

-الطفل الصغير الذي هُجر ظلماً وعدواناً من يافا يقول “عندما تم انتخابي في الامم المتحدة كرئيس للجنة تقنية المعلومات والاتصالات في الأمم المتحدة، وبحضور (كوفي عنان) الأمين العام السابق للأمم المتحدة، طلبتُ الكلمة في لحظة أحسستُ فيها بأنني قد حققتُ حلمي، وقلت:
أشكركم على ثقتكم بانتخابكم ليّ ضمن لجنة تنفيذية من ستة أعضاء، كذلك بانتخابكم ليً رئيسًا للجنة رغم علمكم بأنني فلسطيني أردني عربي مسلم “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى