كنت أظن فيما مضى من سني جهالتي أني سأكبر وأتعلم هكذا كما تعلمت في المدرسة …وأن اكتساب الحكمة والذهن المتيقظ والفكر المستنير والعقل الرشيد لن يتطلب مني غير أذن صاغية وعيون تقرأ بنهم ما خطه ذوو العلم بين ثنيات الكتب ، هكذا كما اعتدت أن افعل في كل فصول الدراسة التي ارتدها على طول مسيرتي .
ولكن لمدرسة الحكمة كلمة أخرى:
لم أكن أتصور أن تطلعي للحكمة يعني أني سأتعلم بنفسي وأني أنا من سيكون عليها المُضي عبر دهاليز الخيبة المظلمة وطرقات النصر المُنيرة والخوض عبوراً في انهار الصبر والوثوب فوق جسور التجارب المؤلمة والتعلق بحافلات الأمل التي لا تتوقف عند ايةِ محطة تمضي مسرعة بينما يجري الطامحون لحاقاً ببوابات آمال وشبابيك مطامح ، مطامح وآمال قد تكون أو لا تكون .
الوقوف وحيداً بوجه الريح ، وغسل الجراح بموالح الدمع ، ثم تجفيفها بضمادة «أنا بخير» ، والبكاء خلف قوافل أحبّة مضوا ، و التحسّر على امانٍ انطفأت قبل أن تضييء، وعلامات إرشاد أُريد بها التضليل ، وخيبات وخذلان ، وكتب تُقرأ و آذان تُصغي وعيون تلمع .
كلها فصولٌ في مدرسة الحكمة .