“الكذاب سيذهب للنار”
_يا لها من عِظة فضفاضة بحدود غير مرَسَمةٍ على الإطلاق .. بالفعل سيذهب الكذاب إلى النار ولكن أ يذهب لوحده؟
_ دون شك ، لا تزر وازرة وزر أخرى!
_ دعك من الوِزر و وازريه .. فالنار مجنونة وما أن تشتعل حتى يصعب إيقافها.. تنتشر لتلتهم كل ما تطاله ألسنة لهيبها.
حين تكتشف أو حتى تشك أنه قد كُذًب عليك.. ستسقط في النار صدقني ؛
ليست النار الأبدية لا تخف.. نارٌ أخرى.
في البدء ستعمل دارات عقلك بكل ما أوتيت من همّة للإجابة عن أسئلة كثيرة مثل :
_أ يُعقل هذا؟
_أ كان كاذباً في هذه أم تلك..؟
_تُرى اي جزئيةٍ من الخطاب كانت مزيفة وأيها كانت حقيقية.. أم أن الرواية كلها محض كذبة ؟
ثم يشرع عقلك باجترار كل الحوارات السابقة التي جرت مع صاحب كذبة اليوم .. بحثاً عن أي شُبهة لكذبة قديمة .
وبعد فترة طويلة من تكرار سماع الكذبات من هنا وهناك ستفقد القدرة على تصديق كل ما تسمع .. فتفوتك الكثير من الحقائق التي سيختزنها عقلك في خانة :
“معلومات غير مؤكدة”
لتقف حائراً أمام كل سردية تطرق مسمعك تتخبط في ظلمات الحيرة و انعدام الثقة وفقدان القدرة على التصديق..
ثم يتمادى أرباب الاختلاق وأهل الزيف في غيّهم .. فيلقون المزيد والمزيد من الحَكايا العارية عن الصحة حتى تضيع الحقيقة بين آلاف الأكاذيب .