كل شيء خاضع لتأثير دبيب ذاك العقرب النحيل الذي لا يفتؤ يدور ويدور حول كل ما نقول ونفعل ليضيف مؤثرا صوتيا كل مشهد من مشاهد حياتنا … تك تك.. تك تك .. ومع كل تكة تنقضي شدفة من أزمتك وتزداد قرباً من أزمة قادمة تنتظر دورها خلف احد الأبواب .
ذكريات طفولتي الأولى.. وخطواتي المتعثرة وبكائي حين رفضت أمي اصطحابي إلى السوق.. وتلك الهمزة التي نسيت وضعها على الالف فحصلت على علامة تسعة بدلاً من عشرة وذكريات أزمات صغيرة كثيرة ؛ كلها تلاشت من ذاكرتي كما ذاب ثمثال رجل الثلج الذي صنعناه انا واخواتي على سطح البيت القديم حين تساقط الثلج على مدينتنا لأول مرة ذات شتاء .
ضرسي الذي اسهدني لليلة كاملة.. قلعته ونما لي ضرس جديد في مكانه .
القصيدة الرائية التي أعيتني حفظاً واستذكاراً لم تعد مهمة اليوم رغم اني لا أزال أحفظها كما أحفظ إسمي وتاريخ ميلادي.
تعثري وانا في طريقي لقراءة نشرة أخبار الصباح في طابور المدرسة الثانوية … ذلك الاحساس المرير الذي تجرعته حين غرق كل من في المدرسة في موجة عارمة من الضحك وأسابيع طويلة أمضيتها في استذكار الموقف بينما تتدفق الدماء مسرعة على وقع وجيب قلبي المتسارع.. بإتجاه أذناي …. .. ذلك الموقف مضى أيضا و صرت أضحك كلما تذكرته.
سؤال نسيت ان أحله في مادة الرياضيات في إمتحان البكالوريا كلفني ست علامات… بكيت يومها بحرقة.. لكنها اليوم لم تعد تساوي شيئا.
الإحساس بالكرب ذاك الذي لازمني أثناء ادائي للاختبارات النهائية لكلية الطب… إنقضى هو الأخر.
الساعات الأخيرة قبل انطلاق الطبعة الأولى… و غيرها الكثير الكثير من التحديات التي كبرت كلما كبرت.
وهكذا لا شيء سيدوم دامت عقارب الساعة تدور وتتك.