إبداعات الكتاب

القيادة بين التجربة والإلهام

بقلم: أحمد الحمادي - مستشار وباحث إعلامي

خلال مسيرة الحياة والإدارة نتعامل مع نماذج مختلفة من القيادات التي يمكن أن تمر دون أثر أو تأثير، وأخرى تضع بصمة في كثير من التفاصيل التي تتعلق بتطوير الذات ومنظومة العمل وتحقيق النجاح فيكون التأثير أكثر عمقا ويمتد ليصبح جزءا من تجربة الإنسان واقتدائه بحصيلة مقدرة من الإلهام القيادي الذي يمنحه إداري امتلك كثيرا من صفات التميز والنجاح.
خلال العمل لسنوات طويلة في أكبر شركات العالم، كان هناك رؤساء يمرون مرور الكرام، فيما ترك آخرون بصمات رائعة وهم من بصدد التوقف عندهم من خلال نموذج إداري وقيادي وشخصي وصل مبلغا جعل كل من عمل معه يحبه ويحترمه ويقدره بما يتناسب مع فضائله وسماته التي قادت العمل بكل تفان وإخلاص لأن هناك تحفيزا مستمرا لاكتشاف الطاقات وعكسها في منظومة العمل بما يضيف القيمة سواء للموظف أو العمل نفسه.

ذلك النموذج يتفق فيه مع شخصي المتواضع كل من عمل مع الأستاذة سارا التميمي التي تُعد من النماذج القيادية المشرفة لنا جميعا وللفتاة السعودية التي تبذل الإبداع في مجال عملها، وتلك النمذجة إنما هي مزيج من الموهبة والذكاء والقدرات الإدارية المرنة والاكتساب الرائع من التجارب، ولا شك أن هناك فرق كبير بين الإداري واقيادي، غير أنها جمعت الميزتين في حالة استثنائية تعبّر عن شخصيتها الفذة التي حصدت احترام جميع من عمل معها.

نجحت الأستاذة سارا طوال عملي معها في تطوير بيئة عمل مميزة وناجحة من خلال انسجامها الذكي والفاعل مع فريق العمل الذي تجعله يعمل بروح واحدة تتجه إلى الهدف من أقصر الطرق، فلا تفرض رأيا أو ترفض فكرة لمجرد رفضها، وإنما لا بد من التكامل مع المطلوبات التي تحقق التفرد في الإنجاز، وهي في ذلك تمنح كل موظف مساحة واسعة للإبداع والتميز، وتشاركهم في إنضاج الأفكار وتطويرها بما يخدم منظومة العمل.

لم يكن للأستاذة سارا أن تستبد برأي أو تمضي به دون مناقشة وإعمال المنطق والتماس الفائدة التي تتحقق للعمل، ودون إضافة قيمة حقيقية لم يكن لينجح أمر، وهي في ذلك تمتلك موهبة عظيمة في استكشاف قدرات وطاقات الزملاء حيث تعرف اهتماماتهم وهواياتهم وميولهم نحو الحياة وهذا أسلوب الإدارة الحديثة الذي يتقدم بالعمل من جهة، ويتجه بهم إلى مستقبل أفضل لهم مع ما يتحقق من نجاح.

تحرص الأستاذة سارا على التطوير والإبداع، وتتعرف على جوانب شخصية الموظف من أجل تطويرها والاستفادة منها، ولعل من الأشياء التي تميزت بها هو اكتشاف الذات من خلال رحلات يقوم بها القسم الذي ترأسه للتعرف على بعض المشاريع وكيف من الممكن تطوير العمل نحو الأفضل، وقد كان لديها أسلوبها الراقي في بناء الأفكار وتنفيذها على أرض الواقع، وفي ذلك يكفي أنها كانت تعلمنا دوما أنه ليس هناك مستحيل مع النجاح.

في الواقع، ذلك غيض من فيض في السيرة الإدارية لقيادية نتوقف عند تجربتها لأنها ملهمة لجيلها، ومثال في التفاني وحب الآخرين وتحقيق المستهدفات بمرونة ينجح معها وبها الجميع فيبقى الأثر طويلا على نحو ما ذكرت فهو جدير بالتوقف عنده لما فيه من لمحات قد تكون مفيدة لمن هم في مسارها الإداري والقيادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى