شهد هذا الموسم إقبالا كبيرا للجزائريين على اقتناء الأواني الفخارية التقليدية مع حلول شهر رمضان، مما أدى إلى انتعاش هذه التجارة بمختلف المحلات و الأسواق.
جرت العادة أن يستقبل الجزائريون شهر رمضان بشراء مختلف الأواني المنزلية المتوفرة في السوق، إلا أن في المواسم الأخيرة وخاصة هذا الموسم، سجل إقبالا كبيرا على الأواني الفخارية التقليدية التي أصبحت تنافس باقي الأواني، حيث لم يعد تسويق هذه الأواني مقتصرا على بعض محلات الصناعات التقليدية والحرف، بل انتشر بيعها وتسويقها في الأسواق العادية، في العاصمة الجزائر، وذلك أمام الإقبال الكبير عليها من طرف العائلات.
و يرتبط الإقبال على الأواني الفخارية، بموجة العودة إلى التقاليد التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة، حيث تحول، كل تقليد أو رمز من الرموز القديمة إلى شيء محبوب لدى العائلات و يقبلون على اقتنائه، مثل الألبسة التقليدية، والأواني والعودة إلى أسلوب الخيم في المطاعم والحفلات.
وربطت عائلات أخرى العودة إلى الأواني الفخارية، لاستعمالها في الطهي والأكل، بنصائح الأطباء المختلفة حول عدم تأثير هذه الأواني على صحة الإنسان أثناء الطهي أو الأكل وحفظ الأطعمة، خاصة وأن المادة التي تصنع بها ، تعتبر طبيعية خالصة و تتمثل في الطين ولا تضاف لها أي مواد أخرى، عكس باقي الأواني ، خاصة المستوردة التي تجهل في أغلب الأحيان المواد التي صنعت منها، و لطالما حذر أغلب الأطباء في مناسبات مختلفة من خطرها على الصحة، خاصة لدى حفظ الأطعمة لمدة طويلة.
من جانب آخر، رغم عودة الإقبال على هذه الأواني الفخارية ذات الأنواع المختلفة، التي يتم تزيينها بمختلف الزخارف و الأشكال، إلا أن العديد من العائلات تشكو من نوعيتها، فهي لا تصمد لفترة طويلة بسبب نوع الطين الذي صنعت به أو طريقة صنعها، كما أنها تصنع من طرف النساء في الأرياف اللائي توارثن هذه الحرفة لكنها تحتاج، حسب تصريحات بعض العائلات، إلى تطوير واهتمام أكثر من حيث التصنيع و التسويق.
و قد سجلت في سنوات ماضية، حوادث ناجمة عن عدم معرفة طرق الاستعمال الصحيحة لقدر الطهي الفخارية و انفجر بعضها بعد تعريضه لحرارة الموقد، فيما تشققت أخرى و باتت غير صالحة للاستعمال من أول استخدام لها، و هو ما أخده منتجون بعين الاعتبار هذا الموسم، حيث قاموا بوضع قصاصات داخل علب المنتجات وعليها تتضمن توجيهات الاستعمال، وجاء في بعض القصاصات التوجيهة، بأنه من الأفضل ترك القدر أو الطاجين المخصص لطهي أنواع محددة من الأطباق لمدة 5 إلى 6 ساعات في الماء قبل الاستخدام، مع تجنب إضافة الماء البارد للطبخة عندما تكون القدر على النار و تفادي وضع الماء البارد فيها بعد الانتهاء من استخدامها، و أجمع تجار على أن الزبائن صاروا أكثر وعيا بضرورة معرفة طرق استخدام هذا النوع من الأواني و بأنها تختلف عن الألمنيوم وغيره، ولذلك يسألون في كل مرة عن خصوصيات القطعة وما إذا كانت مصنوعة يدويا أو في المصانع.
فيديوهات روجت لفوائده الصحية و قيمته التراثية
و اجتهد منتجون و حرفيون كثيرا في بعث تجارة الفخار، من خلال إنشاء صفحات افتراضية تحت مسمى «أواني فخارية»، تعرض مختلف أنواع الأواني بحلتها التقليدية و بلمسة عصرية، كما تقترح هذه الصفحات على متابعيها فيديوهات توثق لمراحل صناعة الفخار بطريقة فنية، و تحظى بتفاعل كبير خاصة من قبل السيدات، وهو ما تبينه التعليقات و الاستفسارات بخصوص الأسعار والاستخدام و توفر خدمة التوصيل و غير ذلك.