تعرف حرفة صناعة الحلي الفضية التقليدية بتيزي وزو التي تقع بمنطقة القبائل شرق الجزائر العاصمة سيما بأعالي منطقة آث يني الواقعة في أعالي جبال جرجرة بعاصمة الفضة الجزائرية التي تعتبر مهدا لهذا الفن التقليدي العريق المتوارث أبا عن جد، حيث لا يخلو أي بيت بهذه المنطقة من حرفين في صناعة الحلي الفضية التي ترافق الجبة القبائلية.
و يقول الحرفي «طارق أوسمار «حرفي متخصص في صناعة الحلي التقليدي بأنه توارث هذه الحرفة أبا عن جد و اتخذ منها مهنة له، حيث بدأ الحرفة في سن مبكرة رفقة عمه و أبدع في تطوير هذه الحرفة بعدما لامست أنامل يديه الفضة فأصبح يبدع في نقش حلي بتصاميم مختلفة تتنوع بين الأقراط و القلائد و الخواتم و الأسوار و غيرها من القطع التي تقبل عليها النساء في ارتدائها مع الجبة البربرية في المناسبات و الأعياد و يسعى لإيصاليها إلى العالمية، و يضيف الحرفي «طارق» بأنه جرب العمل في ميادين أخرى لكنه لم يتأقلم لشغفه وحبه لمهنة صناعة الحلي التي يتفنن في صناعة مختلف القطع و الموديلات بأشكالها الجميلة و ألوانها المزركشة التي تتنوع بين الأبيض و الأخضر و البرتقالي و الأحمر و الأصفر و الأزرق ، بحيث أضاف عليها لمسته الخاصة و أصبحت التصاميم تناسب كل الأذواق.
ويذكر «الحرفي طارق» وهو يداعب آلته التقليدية والبسيطة التي تساعده على تشكيل التصاميم الفضية بأنه يجد راحته في ذلك، فحرفة صناعة الحلي الفضية على حد تعبيره «كنز لا يفنى» لأنها يدوية و تستمر دائما و هناك الخلف من الجيل الجديد الذي يولي أهمية كبيرة لهذه الحرفة باعتبارها موروث قديم يكثر الطلب عليه، و يتمنى أن يرسخ حرفة الأجداد في أولاده حتى لا تندثر.