استطاعت الشاعرة السعودية بلقيس الشميري بقلمها وإبداعها أن تخترق حدود الزمان والمكان، لتجسد عبر أبياتها مشاعر وتجارب تمتزج فيها الأصالة بالحداثة. حضورها بيننا اليوم ليس فقط فرصة للاستماع إلى قصائدها، بل هو نافذة نطل من خلالها على عالم من الكلمات التي تحمل في طياتها نبض الوطن وهموم الإنسان. دعونا نستمتع معاً برحلة أدبية تأخذنا إلى عوالم من الخيال والتأمل، مع الشاعرة بلقيس التي عرفها الجمهور العربي من خلال مشاركتها في برنامج أمير الشعراء التي أصبحت رمزاً من رموز الشعر في المملكة العربية السعودية.
– في بداية الحوار نرحب ” بالشاعرة بلقيس ” ونود أن نعرّف القاري الكريم بشخصيتك من خلال نبذة سريعة عن سيرتك الذاتيّة ؟
ياهلا ومرحبا بك وبالسادة القراء ، سعدت بإطلالتي من خلال مجلتكم نورا وسأجيب عن سؤالك شعرًا
أنا بلقيسُ بِي سَطَعَ السِّراجُ
وهل يَخفَى الذي يَحوي الزجاجُ
أنا بِنتُ الأكـارِمِ والنَّشـامَى
ولي عَـرشٌ ومَمْلَكَــةٌ وتَـاجُ
أنا أسمى نساء الأرضِ شأناً
وفي سَبَأٍ لِتَـأريخـي ابتِهَاجُ
حَضَارَاتي العَريقةُ شامِخاتٌ
وتاريخي يَروقُ بِـهِ المزاجُ
فلي مَجدٌ عَظيمٌ قد تَسَامَى
على الآفاقِ لَيسَ بهِ اْعوِجَاجُ
– ما الذي ساق ” بلقيس ” إلى عالم الشعر والكتابة الأدبية أم أنها حالة تمرد عابرة ؟
عالم الشعر هو جنتي الخالدة ومنفى شعوري ،من خلاله أتنفس وبه أعيش ، فقد كتبت الخواطر والشعر في سن مبكرة ولم أعي في ذلك الوقت أن تلك الخربشات العتيقة ستنمو وتكبر معي وبداخلي كما هو حالها اليوم ،والشعر الحقيقي لا يعد تمردًا عابرًا بقدر ما هو حالة شعورية راقية تسمو على المألوف باتحاد المشاعر ، فالشاعر يتأثر إما بالأحداث أو بمشاعر الآخرين ويعبر عنها في شعره
– كيف أثرت البيئة المحيطة بك في تشكيل تكوينك الشعري؟
للبيئة المحيطة بالشاعر أكبر الأثر في تشكيل هويته الشعرية سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع ، وقد ولدت في أسرة مثقفة مهتمة بالعلم والدين والأدب ، مما كان له أثر كبير في تكوين خلفيتي الثقافية وانعكاسها على ما أكتبه وأبوح به والمجتمع ومتغيراته كان له أثرا كبيرا في تشكيل هذا الشعر وتكوينه .
– متى يكون الشاعر مبدع؟
عندما يتألم ، عندما يحزن ، عندما يكتئب ،وكما قال قائلهم : هل يولد الشعراء إلا من رحم الشقاء !!والمعاناة غالبًا تخلق المبدعين .
– منذ بداية كتابة الشعر إلى الآن ماذا تغير في حياة بلقيس الشعرية؟
تغيير الوعي و الكثير من المفاهيم والأفكار تغيرت لدي بمرور الأيام وصقل التجارب وعرك الحياة وطحنها فما كان محببا ومقبولا بالأمس لم يعد كذلك اليوم في بعض الأمور ، لاسيما بعد اتساع دائرة العقل والتجارب التي تكسب الإنسان خبرة في التفريق بين الجيد والرديء وفي المقابل بعض الأفكار غير قابلة للتغيير إلا للأجمل ، فالشعر في مضمونه هو الحياة والحياة هي الشعر بالنسبة لي
– هل لحلم الشاعر حدود؟
أبدا الأحلام لا تحدها حدود لا سيما عند الشعراء ، لكل منهم حلمه الخاص به فيسعى جاهدًا لتحقيقه ، والأحياء فقط هم الذين يحلمون أما الموتى فلا يستطيعون إلى الأحلام سبيلا .
– الشاعرات السعوديات اليوم، هل هن مثقفات فضائيات أم مثقفات كتب؟
هناك مثقفات الكتب ممن يكتبن الشعر الفصيح غالبًا ، وفي المقابل مع زحمة الفضائيات وسرعة إنتشارها نجد أن هناك عدد كبير من مثقفات الفضائيات والجرائد والمجلات اللاتي لا تخلق فكرًا واعيا ولكنها تميل إلى التقليد الممل .
– هل تخافين من النقد؟ ومن أول من أثار في قلبك الفرح بنقد جميل على شعرك ، متى وكيف كان ؟
أنا لا أخشى النقد ، لأن النقد أحيانا يحتاج لنقدٍ أيضا ، والنقد الموضوعي البناء هو مطلب للجميع بلا شك ، أما النقد المريض المبني على سفسطه الجهلاء فلا محل له عندي من الإعراب
– كيف على الشاعر أن يفرض سلطته على القارئ، يترك فيه أثراً عميقاً، ويوفر له المتعة الجمالية؟
بالإبهار ، فبعض النصوص تتسم بالإبهار الذي يعلق بالذاكرة ويقاوم النسيان والسلطة التي تتحدث عنها هنا هي سلطة عقلية بحتة ، فكلما نضج النص امتد تأثيره إلى القارىء الذي يبحث عن المتعة في حدائق الشعر الجميل وبساتين الأمل الذي لا يُنسى
– لكل مبدع جوّهُ الخاص وعاداته الكتابية ، شاعرتنا ”بلقيس” ما جوّكِ الخاص أثناء كتابة القصيدة؟
لكل قصيدة جوها الخاص بها ، فبعض القصائد تأتي مفاجأة وسريعة بدون تهيئة مسبقة ،والبعض الاخر يحتاج إلى طقوس معينة من الخلوة والتفكير والتأمل لولادة نص جديد يكون أكثر جمالا وأعمق تجربة وأبقى أثرًا .
– مع انتشار وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي ظهر هواة وشعراء ما رأيك فيما يكتبون من الأشعار ؟
تقصد المستشعرين هكذا فهمت من سؤالك ، بالنسبة للمستشعرين فما أكثرهم هذه الأيام وقد يجدون ترحابا وقبولا من الجمهور أكثر من الشاعر الحقيقي أحيانًا ، ولكنهم من وجهة نظري أنهم عبء ثقيل على الثقافة والأدب وظهورهم وقتي ولايؤثر وجودهم على الشعر العربي الأصيل .
– شعراء تركوا بصمات شعرية لن ينساها التاريخ في الساحة الشعرية؟ من الشاعر الذي راق وارتقى لذائقتكِ من الشعراء وتعتبرينه المفضل لديك ؟
بما أني أكتب الشعر الفصيح والشعبي فقد تأثرت بشعراء كثيرين ممن يحترفون الكتابة العميقة ذات الأثر الممتد ففي العصر الجاهلي تأثرت بشعر عمرو بن كلثوم وجاريت معلقته بأكثر من قصيدة في أوقات مختلفة وعلى الصعيد العربي ، تعجبني قصائد نزار قباني ، فاروق جويدة ، أحمد شوقي ، وغيرهم الكثير ،أما في الشعر النبطي ، فقد تتلمذت على أشعار الأميرين خالد الفيصل و البدر. ( رحمه الله ) وكل قصيدة جميلة أتأثر بها ولو كان شاعرها مغمورا أو غير معروف .
– ما هو طموح الشاعرة بلقيس على الصعيد الشخصي والادبي ؟
على الصعيد الشخصي والأدبي أسعى للإرتقاء بالشعر العربي لحدود العالمية من خلال التقريب بين المذاهب والأديان المختلفة حسب فهمي ورؤيتي الخاصة ، فالعالم نسيج واحد غير مكتمل يسعى لإتمام نقصه والولوج إلى دائرة الكمال من خلال الأدب الذي يربط بين الجميع بإختلاف التوجهات الفكرية أو التعدد الطائفي .
==========================
أسوار عكا – ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ
————-
هي أسوار بناها القائد ظاهر العمر الزيداني خلال عامي 1750 – 1751، وهي أسوار تحيط بمدينة عكا القديمة.
تعد أسوار عكا من أضخم وأعظم الأسوار التاريخية عالمياً؛ لأنّها صدت عن مدينة عكّا الكثير من الغزوات، وحمتها من الهجمات، والحملات العسكرية التي حاولت الاستيلاء عليها، وتعتبر حملة نابليون بونابرت الأكثر شراسةً من بينها جميعا، لكنها فشلت على الرغم من ذلك بفضل هذه الأسوار.[1]
يحيط السور بالمدينة،[2] ويبلغ طوله حوالي ألفين وثمان مئة وخمس وثلاثين متراً. وله عرض يستطيع فيه الأطفال على سبيل المثال ممارسة كرة القدم بكل أريحية، وبالذات في الجزء الجنوبي الشرقي منه.
يتمّ الصعود إلى سطح السور بواسطة ممرّات عريضة، مبلطة بشكل معين. وتوجد على سطحه أبراج مراقبة صغيرة، تطل على عكّا ككل، مثل برج الحديد، وبرج كريم، وبرج سنجق وغيرها.
أمّا خارجه، فيوجد خندق بعرض كبير جداً، وعمق أكبر. ويمتد سور آخر خارجي بعد الخندق، بحيث يكون هذان السوران متوازيين من الجهة الشرقية وحتى الغربية، بينما يقع الخندق بينهما. وكان يستخدم أثناء الحروب فيقومون بفتح مياه البحر لتملأه كلياً، وبالتالي لا يستطيع الغزاة تجاوزه.
تدل الكتب التاريخية على أنّ السور تمّ بناؤه في العهد اليوناني أثناء فترة حكم الإسكندر المقدوني تحديداً، أي في الثلث الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد، ثم مرّ بمجموعة من الترميمات والإصلاحات المختلفة عبر المراحل التاريخية التالية، وتعتبر الترميمات الإسلامية هي الأفضل مقارنةً بالبقية؛ ليشكل أقوى حماية لعكّا على مرّ التاريخ منذ بنائه حتى يومنا هذا.