فنون وثقافة

الشاعرة ربا أبوطوق … الإمارات أصبحت معلماً حضارياً مبهراً يعبر عن مدى اهتمام الدولة بالمشهد الثقافي العربي و العالمي

حاورها : عمر شريقي

نشأت الشاعرة ربا أبوظوق في بيئة ثقافية مميزة كان لها الدور الأهم في فتح النوافذ التي أوصلتها بأدباء و شعراء رحلوا و بقيت مكاتبهم العظيمة متاحة لشغوفة ، كتبت ربا عن الحرب و صفحاتها السوداء ، وعن الحب الذي يولد فيها مثل نقطة بيضاء تكبر حتى تصير بدراً يعيد البلاد سماء صافية و نعيماً حاضراً في عيون القصائد ، كما تطرقت الى قضايا المرأة العربية بماضيها و مستقبلها … و الكثير من المجالات الاجتماعية استفزت وحي الشعر في وجدانها.

ربا أبو طوق شاعرة دمشقية مقيمة في دولة الامارات العربية المتحدة

تخرجت في كلية الاقتصاد / قسم المحاسبة ودرست التصميم و الغرافيك و حصلت على البورد الألماني في مونتاج أفلام و كليبات الديجتال و أسست ال Royal Art للإخراج الفني .

** كيف نشأ شغفك بالكتابة؟ ومن كان وراء اكتشاف موهبتك؟
أشعر الآن و كأنني غصن يتمايل مع النجوم و عليه أن يتذكر كيف كانت رائحة التراب بعد أولى قطرات المطر التي سكنت بذوره … شعور جميل يعبره الزمان و لا يُنقص منه شيئاً ، وكان وراء اكتشاف موهبتي مدارس الشام التي احتضنتني ، هكذا كانت مدارس الشام و كوادرها : تعليم و تربية و انتباه لكل من لمع نتاجه في أي من الفنون .

** هناك من يصف الخطاب الشعري لدى المرأة عموما بالخطاب الذي لم يزل متعثرا ما رد الشاعرة ربا أبو طوق على ذلك؟
الخطاب الشعري تعبير منطلق و متمكّن بحد ذاته … و الشعر ضمن اصطلاحه – أصلاً – لا يقبل التعثر و إلا ما كان شعراً بل انتقاصاً من مكانة القصيدة إن امرأة ابتدعتها أو رجل ، لا فرق .


** أين تنشرين نصوصك الشعرية، وهل لمواقع التواصل دور في تعريف القارئ العربي بالشاعر وابداعاته ؟
بداية كان الأدب مسوّراً بسلطة الأوراق و المحابر لكنَّ عصرنا الحديث بعالمه الافتراضي الواسع قلب المعادلة لصالحه ، فالنسبة الأكبر من المتابعين تجدها على مواقع التواصل و بكل سهولة و يسر بينما تفرّدت المكتبات و المراكز الثقافية بروّادها المخلصين الحريصين على حضور الفعاليات الأدبية و اقتناء الكتب المطبوعة و الحمد لله سعيدة جداً بالتفاعل الحاصل بيني و بين القراء و النقاد على صفحاتي الخاصة مما أتاح لكتاباتي الانتشار و الوصول إلى قلوب الناس بشكل أسرع .

** متى يحلو لك العزف على أوتار الحروف؟
آمنتُ أنَّ الوحي طيف شاردٌ بمزاجه يأوي إلى الأوراق ِ
ربما في نزهة ، محاضرة ، طائرة أو في المطبخ …

** بيتاً أعجبك وتمنيت أن تكوني من كتبه ؟
الحب ليس رواية شرقية … بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينة … و شعورنا أن الوصول محال
للشاعر الكبير نزار قباني

** ما رأيك بمستوى الحركة الأدبية في سورية خصوصا والعربية عموما ؟
سورية ولّادة المبدعين و كم كان عظيماً أن يستمر مشهدها الثقافي العامر بالمحبة و الألفة رغم ما تعانيه من وحشة الحرب و قساوة الوضع العام
سورية التي صبغت دمي بُحبِّها ، أشتاقها في كل لحظة و دمشق تبقى حاضرة في البال و لا تغيب ، أما الإمارات الحبيبة فقد أتاحت لي فرصة الإقامة الذهبية ضمن ربوعها الهانئة و شهدت فيها أهم و أرقى الفعاليات و المناسبات الأدبية و الثقافية و التي أصبحت معلماً حضارياً مبهراً يعبر عن مدى اهتمام دولة الإمارات بالمشهد الثقافي العربي و العالمي .
و أريد أن أشير إلى سعادتي بما وصلت إليه الرياض السعودية الغالية من ازدهار فكري و فني و هي المدينة التي أقمت فيها لأعوام سابقة و لا تزال وجهة أعود إليها كلما سمحت لي ظروف العمل حقيقة جميع الدول العربية مهتمة و تقدم ما تستطيع للنهوض بالحالة الفكرية و الإبداعية و قريباً ستكون لي مشاركات رسمية فيها سأعلن عنها في وقتها .

** ما السبب برأيك في تخلي الشعراء عن الإيقاع، باتجاه قصيدة النثر، التي فتحت النص على مصراعيه، وجعلته مفتوحا ؟
برأيي : الإيقاع هو الذي يتخلى عن الشاعر و ليس العكس فإما جملة تصير نصاً أو بيت شعر يكتمل قصيدة

**حفلات إشهار الكتب أصبحت موضة العصر، ما رأيك بهذه الظاهرة؟
الاحتفال بشيء ما هو الفرح بإنجازه … و هذا الشعور محمود و يعود على صاحب الكتاب بالدرجة الأولى ثم من يوده بصدق فالكثير من المدعويين أهلاً و أصحاباً و إعلاماً – ربما – لا يحبون الشعر أصلا ًو بعض الحاضرين لا يحبّون الشاعر نفسه لكنّ الجميع يتمتعون بفعاليات الحفلة و أجواءها .

** ما هي مشاريعك الإبداعية الجديدة ، وطموح ربا على المستوى الثقافي والابداعي ؟
عندي حالياً كتاب تحت الطبع و حديثاً بدأت في إنتاج و توثيق المكتبة الصوتية التي تخص قصائدي و نشرها على جميع منصات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى إثراء مسيرتي الأدبية بالمشاركات المثمرة في أهم الفعاليات الثقافية القادمة على مستوى الوطن العربي و العالم .و قريبا يجري التحضير لمشروع مهم يجمع ما بين الفن و الأدب بأسلوب جديد على الساحة الأدبية بالتعاون مع الجهات المختصة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى