تعتبر صحة الفم والأسنان من بين أهم العوامل الأساسية المؤثرة والمتأثرة بالصحة العامة، ويعتبر الحفاظ عليها والتوعية بأهميتها شرطا أساسيا لضمان صحة فموية جيدة، وعدم التأثير سلباً على الصحة العامة المرتبطة بسائر أعضاء الجسم.
إن الصحة النفسية للمريض هي الدافع الأول في الوعي بأهمية الصحة الفموية، وبذلك الحرص على الحفاظ عليها لضمان جودة حياة أفضل.
لعل الإنطباع الأول الذي نتخذه نحن كأطباء أسنان عن مرضانا هو درجة وعيه وتعامله مع صحة فمه وأسنانه. فمن طفل في عمر الست سنوات قد تشكلت في مخيلته فكرة الخوف من الطبيب داخل محيطه، إلى نظيره الذي اكتسب جملة من الصور التي تساعده في زيارة طبيب أسنانه بإنتظام، والحصول على العناية اللازمة، نستنبط أهمية المحيط والعامل المعنوي في الوعي بأهمية زيارة طبيب الأسنان والحفاظ على صحتها.
إضافة إلى أن تأثيرها يسبب أضرارا متتالية على صحة الأسنان، بداية من أن الذين يعانون من اضطرابات نفسية، يفقدون سلوكيا القدرة على الإعتناء بنظافة الفم والأسنان، وبذلك إلى تسوس الأسنان تدريجيا، وظهور مشاكل إلتهاب اللثة التي تصل أحيانا إلى انحسار اللثة وفقدان الأسنان، والقروح المؤقتة أيضا بسبب ضعف الجهاز المناعي بالجسم.
إن التوتر المزمن والقلق، تظهر أعراضهما بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بصرير الأسنان، وهذه المشكلة يشكل وجودها تغييرا في بروتوكلات العلاج خاصة وأن بعض الدراسات الأخيرة أبانت بأن بعض حالات التقويم التي تتراوح بين ال١٢ وال١٨ عاما تعاني من ظاهرة الضغط على الأسنان بسبب التوتر، مما يؤثر على النتائج التي تكون متأخرة ومتفاوتة مقارنة بالفئات العمرية المماثلة والتي لا تعاني من نفس الظاهرة.
لذا، فمن المهم أن يعي الشخص بحالته النفسية ويهتم بها، ويبحث عن الطرق المساعدة في تفريغ الشحنات السلبية، كممارسة الرياضية، الكتابة، ممارسة تمارين التنفس وغيرها، واستشارة الطبيب النفسي. وأن ينتظم على زيارة طبيب أسنانه، الذي سيساعده في الحصول على صحة فموية متوازنة وجيدة.