الفنانة التشكيلية السورية لينا ديب حائزة على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة دمشق وحاصلة على الجائزة الأولى في فن “الغرافيك” على مستوى سورية عام 2005 وعلى العديد من جوائز التقدير للمشاركات الفنية التشكيلية وهي محاضرة في كلية العمارة والفنون في جامعة تشرين.
وتسعى الفنانة لينا في لوحاتها إلى ملامسة الحضارات الشرقية والحكايا الراسخة في الوجدان الشعبي ضمن طقس تشكيلي مبسط، وبالتالي تعمل على الحوار بين تلك الرموز و الموتيفات التراثية والنقوش الموجودة ضمن الزخارف الإسلامية وعلى الرقم الطينية الأثرية والأختام الأسطوانية الأوغاريتية ، لتخلق حالة بصرية تعيد للماضي حضوره بأسلوب معاصر ، فتعتمد رموز متفردة ذات قالب خيالي مأخوذ من الذاكرة ، بمعنى إنها تسعى إلى منح الواقع قيمة إبداعية تتجاوز المحاكاة ، لتشكيل رؤية جمالية معاصرة فيكون للوحة حضورها الواعي. متكاملا شكلا ومضموناً.
معها كان لمجلة نورا الحوار التالي :
– يقال أن معظم أعمالك الفنية مستقاة من التاريخ السوري الحافل بالقصص والحكايا بأسلوب معاصر وجميل .. كيف يتم ذلك؟
الفنان ليس مرآة تعكس الواقع بطريقة سلبية بل على الفنان إعادة تأويل وخلق واقع جديد يعتمد على مخزونه البصري الممتزج بثقافته البيئية والتربوية والتاريخية لكثرة ما نمتلكه من مفردات حضارية، ومن هنا أعيد صياغة اللوحة بقالب فني معاصر، وفق متطلبات العمل الفني لتعكس اللوحة موسيقى الروح التي تتولد من تمازج العزف بالأفكار والألوان، وهذا ما أعمل علية في تقديم في أعمالي الفنية.
– أين يقف الفنان التشكيلي السوري اليوم، عربيًا وإقليميًا؟
الفنان السوري لديه مهارات عقلية وبصرية متكاملة.. هو يمتلك نوع من التحدي في تحقق ما يصبو إليه ليستمر بالإنتاج والعطاء الفني، هذا يعني أن عليه التفرغ كلياً للبحث والابتكار وهنا يتوجب أن تتبناه مؤسسات ، لتسويق أعماله بشكل عام أو خاص .
ولكن للأسف فإن الدعم المادي والمعنوي للفنان التشكيلي مازال محدودا في بلادنا العربية وهذا ما يؤثر سلباً على العطاء الفني بسبب انشغال الفنان بالأمور الحياتية، وبأعمال أخرى. لذلك لا بد من التسويق لدعم الفنان. فحتى ينجح وتنتشر أعماله يجب أن يتبع لمؤسسات ولمنظمي المعارض الذين يلعبون، دور مهم جدا في تقدير الأعمال الفنية.
كذلك دور الكتاب والنقاد الذين يسهمون بشكل كبير في بناء وتطور العمل الفني والاتجاهات الفنية، ومقتنوا الأعمال والمهرجانات الذين يروجون لانتشار الأعمال الفنية.
كيف تستخدمين لغة النظر في تكوين اللوحة ؟
عند تأليفي للوحة أبدأ بتشكيل عناصر ومفردات التكوين في توليفة تعطي للمتلقي، إحساساً بالجذب البصري للإحاطة بمكوناته.. عبر منظومة لونية تتحول إلى توجهات لونية متأرجحة خافته حيناً ومشعة حيناً آخر ، تنسجم في توافق بالغ ، وإيقاع تنظيمي يؤلف تشكيل بنيوي رصين.. وجو تركيبي شامل في صيغة تشكيلية تعمل على ربط عناصر متفرقة.. وأسعى إلى بث روح الحركة في مفردات اللوحة بعيدا عن الملل والرتابة .
استخدامك للألوان هل لديه علاقة بالزمان والمكان والمزاج؟
حكماً الفنان يتأثر بجميع هذه العوامل لأن درجة الرهافة الحسية عالية لديه، فهو يحمّل رؤاه الذاتية المفعمة بالأحاسيس والمشاعر الخاصة ويفرغها في تشكيل مكتنز بذاكرة المكان والزمان فإذاً هو يضفي على مسطح اللوحة، إيحاءاته المجازية وطاقاته الإبداعية إضافة لمزاج الفنان الذي يساهم بشكل واضح في إساقطاته الذاتية.
ما هو المشروع الذي تعمل فيه الفنانة لينا ديب؟
أسعى إلى إبقاء وظيفة الفن كمنظم للحياة واستعادة دوره كمعبر أساسي عن الهوية الثقافية ، وأعمل على نشر الثقافة الفنية البصرية مع مجموعة من الزميلات و الزملاء الفنانين التشكيليين بهدف المساهمة في التغذية البصرية لدى المتلقي سواءً من خلال تدريسي للفن في الجامعات و من خلال المعارض المتنوعة ،وعن طريق الملتقيات الفنية حيث يرى الجمهور آلية إنجاز اللوحة منذ البداية ويشارك بدوره في إضافة أفكار للفنان أو يساعد في بعض خطوات التنفيذ ،فيصبح العمل الفني نتيجة جهد مشترك فكري وتكنيكي بين الفنان والمتلقي ، وهذه سمة الفن المعاصر وبالتالي يشعر المتلقي بحميمية تربطه بالعمل نتيجة مساهمته مع الفنان كما أنني أقوم بنشر مقالات تحليلية ونقدية ،في الفن التشكيلي بهدف التوعية الجمالية للناس العاديين .وتسليط الضوء على جوانب فنية وتجارب الفنانين المختلفة .