مقال العدد

الفن مرآة الشعوب

للفن سحره بتقويم المشاعر وتهذيب النفوس، معه تسمو حياتنا ونرتقي للعلا.

هو مرآة تعكس جوهر قيّمنا وأصالة حضارتنا، فيه محاكاة لقصص وقضايا كانت ولا زالت تعبر عن ماضينا و حاضرنا. هو توثيق يجسداحوال الناس على مر العصور، و باب يفتح لنا أذهاننا على عادات كل منطقة و التقاليد المتوارثة.

لكن اذا ما قارنّا نتاجنا الفني في الوطن العربي سابقا واليوم، سنلقى انحداراً ليس باليسير في مجالات الفن كافة بشكل عام. وسنلاحظتدهور الذوق العام و تأثرنا بعاداتٍ دخيلة علينا.

بدأنا نرى ونسمع الكثير من الأصوات الشاذة على الساحة الغنائية تتفوه بكلماتٍ مبتذلة وألحانٍ لا ترقَ لمستوَ شخص مبتدىء في عالمالتلحين. وفِي الاعمال الدرامية بات التنافس والسباق على كمٍ من الانحلال الخلقي في المشاهد المصورة وحركات بعض مدعي الفن ولبسهمالمنافي لمجتماعاتنا المحافظة بطبيعتها. هذا عدا مضمون قضية العمل الذي يفتقر لمصداقيته حيث ان قصصا مشابهة قلما تحدث فيبلداننا العربية.

حتى الساحة الأدبية والإعلامية لم تنجُ من وحوش المعتدين على المهنة، وصار كل من خطّ سطرين أديباً وكل من كتب بضع كلمات فيها سجعشاعر. وكل من وقف أمام آلة تصوير إعلامي و ناقد ومحلل دون النظر الى خلفيته الثقافية او العلمية.

باتت مرآتنا قاتمة اللون، تعاني جهلاً مستفحلاً وعقيماً، لا يليق بمستوى المتلقين. آن الوقت للبدأ بالتغيير، وغربلة المتطفلين على الساحةالفنية. علّنا نستعيد القليل من امجادنا وبريق ماضينا وتلميع مرآتنا من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى