أدبيات وقصصفنون وثقافة

المعجمية غريد الشيخ محمد لـ نورا : – دراستي تحقيق المخطوطات دفعتني للاهتمام بالمعاجم ..

حاورها : عمر شريقي

الكاتبة المعجمية غريد الشيخ محمد لبنانيّة من أصل سوري. شخصية فريدة في عالم الأدب واللغة، لمعت في سماء الأدب العربي وأثرت مكتباتنا بكتاباتها القيمة، وعملت بجد على إثراء معاجم اللغة العربية، مما ساهم في توثيق وصون لغتنا الجميلة.
غريد الشيخ ليست فقط كاتبة مبدعة، بل هي أيضًا معجمية قديرة، استطاعت أن تعبر بقلمها الفذ عن أعمق المعاني وأن تفتح لنا أبوابًا جديدة لفهم لغتنا وتذوق جمالياتها.
فمرحبًا بك ضيفة كريمة وعزيزة على صفحات مجلة نورا .


لما سألناها من هي غريد الشيخ محمد أجابت :
أنا امرأة أنتمي إلى هذا العالم الكبير، العالم الذي يقدّر الإنسان بالدرجة الأولى دون الاهتمام بجنسه أو لونه أو طائفته، ولدت ونشأت في بيت نبذ العنصرية والطائفية فأصبحت أنا غريد الشيخ.
وحول دفعها لكتابة معاجم تركز على المرأة واللغة العربية قالت:
دراستي هي تحقيق المخطوطات وهي التي دفعتني للاهتمام بالمعاجم، فالتحقيق يعتمد بالدرجة الأولى على المعجمات بأنواعها المختلفة، وأثناء عملي في تحقيق مخطوط اعتلال القلوب للحصول على درجة الماجستير، لاحظت الهوّة الكبيرة بين المعجمات وعصر السرعة والتكنولوجيا الذي نعيشه، فالطالب اليوم لا يستطيع أن يعود إلى لسان العرب أو غيره للحصول على معنى كلمة ويغوص في عائلة الكلمة.


وأضافت الكاتبة غريد :
معجم أعلام النساء هو معجم تراجم وقد أصدرت جزأين: معجم أعلام النساء في المملكة العربية السعودية ومعجم أعلام النساء الفلسطينيات،
أما معجم المرأة فهو معجم لغوي اعتمدت فيه على معجمي الكبير واستخرجت كل الألفاظ الخاصة بالمرأة خَلْقِيًّا وخُلُقيًّا، محاسن أخلاق المرأة، الألفاظ الدالّة على علاقتها بالرَّجُل، الطّفل والأم، معاني أسماء النّساء، عُطور المرأة ومُكوّناتها، أسماء الحُلِيّ والمعادن الّتي تُصْنَعُ منها، أسماء مراكب النّساء، أسماء المَلابس، جماليّات اللّغة العربية في وصف المرأة والمَجازات الّتي تميّز هذه اللّغة عن غيرها من اللّغات، المصطلحات والمفاهيم، القواعد اللّغوية الّتي تخص الأنثى، مثل: الحامل: الحُبلى (نعتٌ لا يكون إلا للمؤنث)، ج: حوامل، أما إذا حملت شيئًا على رأسها أو ظهرها فهي حاملة وجمعها: حاملات.
وعن رأيها بمدى تأثير اللغة على التصورات الاجتماعية والثقافية للمرأة في العالم العربي أجابت:
اللغة أساس التعامل والتفاهم بين الشعوب، وبقدر غنى هذه اللغة وتطورها مع الزمن يستطيع الإنسان أن يخدم وطنه، واللغة العربية من أغنى اللغات وأكثرها قدرة على مواكبة الحياة الثقافية
وما مدى انعكاس معاجم دور المرأة في الأدب والثقافة العربية قالت :
يستطيع الرجل والمرأة العودة إلى المعجمات التي أؤلّفها فهي تضم مفردات اللغة العربية التي يحتاجها كل إنسان وكل باحث، وأظن ان تخصيص الموضوعات في المعجمات يسهل على الباحث الوصول إلى ما يحتاجه بسهولة.
ولما سألنالها كيف تعتقدين أن معاجمكِ يمكن أن تساهم في تعزيز المساواة بين الجنسين أو تغيير التصورات الاجتماعية حول المرأة أجابت :
نحن متساوون أصلًا، خلقنا الله كذلك، أنا أقوم بعملي المعجمي من الناحية اللغوية أو من خلال تأليف كتب التراجم التي أبرز فيها دور المرأة على مر العصور…
أقول دائمًا: الثمرة تدل على الشجرة، وعمل الإنسان يدل عليه، ومعجماتي وكتبي تدل عليّ وتثبت أن المرأة قادرة أن تقوم بكل الأعمال طالما هي تمتلك القدرة العقلية والعلمية والأدوات لتحقق ذاتها ، وأنا أرى فخر السيدات اللواتي يحصلن على كتبي وكذلك فخر الرجال.


وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه معاجم اللغة في تعزيز التعليم والوعي حول قضايا المرأة قالت:
المعجمات بأنواعها ضرورية في التعليم بشكل عام ولكن للأسف الأجيال الجديدة تبتعد شيئًا فشيئًا عنها، حتى ان كثيرًا من الكتّاب والإعلاميين وغيرهم لا يعودون الى المعجم إلا نادرًا
وأضافت تقول : عندما نقرأ عن صفات المرأة الخُلُقية نفهم الصفات التي أحبها العرب في المرأة ومنها الحياء والعقل والتفكر والشهامة وهي الصفات المحبّبة عند الرجل أيضًا، وكذلك بالنسبة إلى الصفات المذمومة ، فالذي يقرأ الصفات يسعى ليمتلك الصفات الحسنة.
وحول سؤال كونك رائدة عربية بامتياز في المعاجم ،، أين غريد في القصة والرواية قالت :
أنا أكتب القصة القصيرة والخواطر، أما الرواية فقد تخللت مجموعة كتبي أيام معهم وهي مع شعراء، بطريقة قصصية متكاملة من حيث أشخاص القصة والأحداث والأماكن والهدف، وقد لاقت قبولًا كبيرًا لدى القراء


وختمنا الحديث معها بسؤال باعتبارك صاحبة دار النخبة للنشر في بيروت ،، ما أهمية الدار للكاتب والباحث ، قالت:
عندما أنشأت دار النخبة للتأليف والترجمة والنشر عام 2007 كنت أريد نشر كتبي، ولكن الدار توسعت وصرت أطبع لكتّاب آخرين، وما يميز الدار أننا نهتم بالكتاب لغويًّا فيخرج خاليًا من الأخطاء التي نراها في الكتب المطبوعة للأسف… الكتابة والتأليف عملي الذي أحبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى