مقال العدد

الوصاية على القُصّر

بقلم: نورا البٌديري

من المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان المبارك كان مسلسل “تحت الوصاية” للنجمة منى زكي مع مجموعة متألقة من الفنانين المتميزين، بغض النظر عن الاداء و التمثيل و الاخراج و القصة التي كانت على حسب تقديري الشخصي رائعة بكل المقاييس، هو يناقش موضوع حساس و مهم للغاية و هو الوصاية على ابناء الاب المتوفي.
المقصود بالوصاية هو مراعاة امور الابناء (الايتام) المالية و رعايتهم و اعانتهم في المسائل الحياتية مثل اخراج الاوراق الرسمية في الدولة كالتسجيل في المدارس او الجامعات، مراعاة مصاريفهم المعيشية اليومية، الحاقهم بالدورات العلمية او الرياضية او حتى الموافقة على ذهابهم الى رحلات مع المدرسة و غير ذلك.. هي بحد ذاتها حياةٌ و مسؤولية عظيمة لا يقدر عليها الى من يعرف الاولاد حق معرفة و من يعيشمعهم أصغر تفاصيل حياتهم و أدقّها و ليس من كان مجرد رجلاً من العائلة..
على حسب القانون المصري (البلد المنفذ للعمل الفني) تكون الوصاية للجد من طرف الأب و في حال وفاته تذهب للأم (أم الأيتام) و هذاتحديداً ما جعلني ابحث في الموضوع أكثر عن باقي الدول العربية التي تنص بالمجمل ان الوصاية بعد الجد من طرف الاب تذهب للعم اخالاب المتوفي او أي رجل من العائلة.. هنا بدأت ان اتساءل ترى هل يحق لابن عم الرجل المتوفي ان يكون وصياً على أبناء ابن عمه الميت؟ و ماهي علاقة ابن عم المتوفي بأبناء المتوفى الذي يعرفهم فقط بالمناسبات؟؟ مثل اللقاء في الأعياد مثلاً او المناسبات العائلية مثل الأفراح او فيحالة وفاة احد افراد العائلة؟؟
و ماذا لو كان الوصي غير أمين على أموال القُصّر؟؟ لمن ستلجأ الأم؟؟ و هي من كانت مسؤولة عن أطفالها منذ اللحظة الأولى من عمرهم وهم أجنّة في رحمها؟؟ و هل يعقل ان لا تكون الام هي الأمينة و المسؤولة عن أبنائها و هي من تريد الأفضل لهم؟؟ أو ليست الأم أجدر منغيرها بالحفاظ على أموال و رزق فلذات كبدها؟؟ او ليست هي من يحفظ و يعرف أصغر تفاصيلهم؟؟
موضوع شائك و يثير الكثير من الأسئلة، انا لا أناقش أمور الدين او التشريعات، هي مجرد تساؤلات… المرأة اليوم هي قاضية و وزيرة ووكيل نيابة و طبيبة.. و في الماضي أيضاً كانت المرأة ملكة سواء قبل الاسلام مثل كليوبترا ملكة مصر، الملكة زنوبيا ملكة تدمر و الملكة بلقيسملكة سبأ و الكثير غيرهن، حتى بعد الإسلام كان لوجود الكثير من الملكات تأثيرٌ طاغٍ على ممالكهن مثل الملكة شجرة الدر و الملكة تركانخاتون ملكة الامبراطورية السلجوقية و التاريخ مليءٌ بقصصهن و انجازاتهن..
ايعقل ان الأم لا تقدر مراعاة أمور أبنائها القصّر؟؟
ام انه علينا تطبيق مثلنا العربي الشعبي ( موت و خراب ديار)!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى