وجه أسمر اللون وابتسامة بيضاء وجلباب فضفاض يكبر سنها، يدل على حالتها المادية، وطرحة تخفي شعرها، وشال لمقاومة البرد على عنقها، حافية القدمين، بهذه الثياب اقتحمت مروة «بنت أسوان» كما أطلق عليها متسابقو «ماراثون أسوان الخيري» المخصص لصالح أطفال مرضى القلب لمستشفى «مجدي يعقوب»، تطالب المشاركة في ماراثون أسوان الخيري للأطفال.
مروة، أو «بائعة المناديل» كما أطلق عليها في محطة أسوان، فتاة صغيرة تبلغ من العمر عشرة أعوام، في الصف الخامس الابتدائي، تبتاع المناديل يوميًا في محطة القطار بأسوان لمساعدة والدها الذي يعمل «مراكبي بشواطئ أسوان»، تمتلك الروح الخفيفة وحب الحياة وبراءة الأطفال.
واعتادت مروة، على الاستيقاظ مبكرًا لتبتاع المناديل للمسافرين مستقلي القطارات، قبل الذهاب إلى المدرسة، وبحكم أنها من سكان محافظة أسوان وتخالط العديد من الناس، علمت بماراثون يوم الجمعة، والذي سيقام «أمام مبني المحافظة»، ذهبت على الفور لمشاهدة السباق، لكنها عندما رأت الأطفال تمنت المشاركة في هذا السباق.
براءتها جعلتها تذهب على الفور لأحد منسقي السباق تطالب المشاركة في هذا الماراثون دون معرفة القواعد والشروط التي يجب أن تتوافر لدى المشاركين، فأي شروط أو قواعد تمنع طائر صغير من التحليق في ساحات السباق؟
«The tri factoryry»، الشركة المنظمة للسباق، منحتها الفرصة للمشاركة في السباق رغم عدم توافر شروط السباق بها، من ثياب ورسوم اشتراك، وحذاء جري، فهناك جزء واحد في السباق ينطبق على «بنت أسوان» أن السباق خيري للأطفال، كما سمحوا لها بالمشاركة بنفس الثياب التي كانت ترتديها «الجلباب» وبدون حذاء والتي لا تتشابه نهائيًا مع اللبس والحذاء الرياضي الخاص بباقي الفريق، لكن الذي فاجئ الجميع هو فوز «مروة» بالمستوى الأول في الماراثون، رغم عدم التمرين على مثل هذا السباق من قبل.
شعرت «مروة «بسعادة لا توصف عند فوزها بالمستوي الأول وتسليمها ميدالية «kids race»، والتي لم تنتزعها من عنقها من بعد الفوز.