التكنولوجيا

تكنولوجيا النانو … الثورة التقنية مستمرة

بقلم: د. كريم مراد

أصبحت تكنولوجيا النانو Nano technology تمثل ثورة علمية غيرت من فهمنا للمواد وتصميمها. وبفضل خصائصها الفريدة، تفتحت الأبواب أمام ابتكارات لا حدود لها في مجالات متنوعة، مما يجعلها واحدة من المجالات الأكثر تأثيرًا في حاضرنا ومستقبلنا. ومع استمرار الأبحاث، من المتوقع أن تتوسع تطبيقاتها لتشمل حلولًا أكثر تعقيدًا ومنافع أكثر للبشرية.

تكنولوجيا النانو هي مجال علمي يركز على دراسة وتصميم المواد والأجهزة على مقياس النانومتر، وهو مقياس دقيق جدًا يساوي واحد على مليار من المتر و يشمل ذلك التعامل مع الذرات والجزيئات الفردية لإنشاء مواد جديدة بخصائص فريدة، أو تحسين أداء مواد وأجهزة موجودة.

مفهوم تكنولوجيا النانو:

مصطلح «النانو» مأخوذ من الكلمة اليونانية «نانوس» التي تعني «قزم»، ويشير إلى الحجم الصغير جدًا للمواد في هذا المجال. تتعامل تكنولوجيا النانو مع الجزيئات بحجم يتراوح بين 1 و100 نانومتر. عند هذا المقياس، تظهر المواد خصائص مختلفة تمامًا عن تلك التي تظهرها على مقياس أكبر، مثل زيادة القوة، تحسين التوصيل الحراري والكهربائي، وحتى تغير في الخصائص الضوئية.

كيفية استخدام تكنولوجيا النانو:

تكنولوجيا النانو تعتمد على التحكم الدقيق في تركيب المواد على مستوى الجزيئات لتحسين وظائفها. يمكن تطوير مواد جديدة يمكنها تحمل درجات حرارة عالية، أو تقنيات يمكن استخدامها لتحسين كفاءة الخلايا الشمسية، أو حتى أجهزة صغيرة جدًا تُستخدم في المجال الطبي لتوصيل الأدوية إلى مناطق محددة في الجسم.

الاستخدامات الحالية لتكنولوجيا النانو:

تُستخدم تكنولوجيا النانو في مجالات متعددة ومتنوعة، منها:
1. الطب: تُستخدم في صناعة العقاقير التي تستهدف الخلايا المصابة بدقة، مما يقلل من الآثار الجانبية للعلاجات مثل العلاج الكيميائي. أيضًا، تُستخدم في أجهزة التشخيص النانوية التي تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض.

2. الطاقة: تُسهم في تحسين كفاءة الخلايا الشمسية وتخزين الطاقة في البطاريات، مما يعزز من استدامة مصادر الطاقة.

3. البيئة: تُستخدم في تقنيات تنقية المياه وإزالة الملوثات من الهواء والتربة.

4. الإلكترونيات: تُساعد في صناعة رقاقات أصغر وأسرع تُستخدم في الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر.

5. الزراعة: تُستخدم في تطوير مبيدات حشرية وأسمدة أكثر فعالية وأقل ضررًا بالبيئة.

وغيرهم من الإستخدامات المختلفة في مجالات متنوعة وكثيرة ولكن يبقى دائما السؤال المتكرر .. أين نحن العرب بإمكانياتنا المادية والبشرية وبعقليات علمائنا من هذه التكنولوجية ؟!

للأسف علمائنا العرب يبدعون في أراضي الغرب ومعاملهم ولا يجدوا لهم في أراضينا متسعا بما يسمح لهم بوضعنا في ريادة هذه التكنولوجيا المستقبلية … نسأل الله أن يبدل حالنا من حال إلى حال أفضل ونستفيد من عقولنا العربية المبدعة التي تنير الغرب بسراج من علم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى