فنون وثقافة

حصد المخرج يوسف علاري ثماني عشرة جائزة دولية

يوسف علاري: أنا أحب أن أثير التفكير لا الشهوات، وأتلذذ بتعرية المفسدين، لا في نزع ثياب النساء.

نجاح باهر أساسه رسالة صادقة، مُرِّرت عبر فيلم سينمائي لا يمكن تجاهله أو غض النظر عنه؛ لذلك تعددت أنواع الجوائز والمبدع واحد، جائزة أفضل مخرج، أفضل ممثل، أفضل سيناريو، أفضل فيلم، بالإضافة إلى جوائز لجان التحكيم والتميز، ليصل مجموع الجوائز العالمية إلى ثماني عشرة جائزة، جميعها حصل عليها المخرج و الكاتب والفنان يوسف علاري، فقط من خلال إنتاجه لفيلم واحد حمل اسم «صلاة العشاء».

استطاع علاري أن يحصد هذه الجوائز الدولية في خلال وقت قصير، كان آخرها أربعة جوائز من مهرجان «Roots» السينمائي الدولي وهي جائزة أفضل مخرج موهوب، جائزة أفضل فيلم سينيمائي، جائزة أفضل سيناريو أصلي، جائزة أفضل حوار.

وما زال فيلم «صلاة العشاء» المثير للجدل، محط أنظار لجان التحكيم والنقاد والمهتمين بالسينيما، وقد وصف الفيلم رئيس ملتقى الفيلم الفلسطيني و رئيس مهرجان العودة السينيمائي الدولي المخرج سعود مهنا بقوله: فيلم «صلاة العشاء» إضافة للسينيما الفلسطينية، ومن يشاهد الفيلم لن ينساه، فهو مليء بالإسقاطات و يحمل فكر و جمالية كبيرة عبرة حبكة درامية محكمة؛ لذلك رحبت به المهرجانات الدولية وحصل على العديد من الجوائز، كنوع من الاعتراف بأهمية الحالة الفنية وتفردها وجرأة الطرح، بغض النظر عن كيفيته وما أثاره من جدل إزاء الاختلاف والاتفاق على ماهية الموضوع و زاوية التناول.

عمل علاري من خلال فيلمه على تعرية المجتمع وإظهار الجانب الفاسد فيه بواقعية ومسؤولية دون ابتذال، وتعمد فضح النفوس المتعالية الشهوانية التي تستغل تفوقها الاجتماعي، فتحاول استغلال من هو أدناها مستوى أو من هو أضعف منها، كما يشير الفيلم إلى استغلال النساء، محط أطماع الكثيرين من أصحاب النفوذ، لتقع بين يدي باسم سيدة جميلة متزوجة، فيذهب إليها كل ليلة ويفعل بها ما يشاء، بمساعدة صديقه وائل الفنان «ماهر مزوق»الذي أبدع في تقمص الشخصية اللاأخلاقية، فصارت مركز التحول في الفيلم، الجدير بالذكر أن مخرج الفيلم «يوسف علاري» هو الذى قام بتمثيل دور المجرم باسم فتألق وأبدع في تقمص الشخصية و الأداء الاحترافي العالي المستوى، وأدى الدور بفهم عميق للشخصية، وأيضا الممثل «محمد خالد» الذي وفق بتجسيد شخصية الإمام الذي كان له كبير الأثر على شخصية وائل، و أيضا الفنانة «منيرفا أحمد» التي قامت بدور الزوجة الخائنة كان أداؤها رائعاً وعفويا، كل هذا القدر و التناغم في أداء الممثلين دعم قوة و جمالية الفيلم.

ختاما، استطاع علاري إيصال رسالته السامية للمشاهد، بقدرة إخراجية متميزة، وبحبكة وحنكة فنية ملفتة، دون إضافة مشاهد إباحية أو عري، رغم أن الفيلم يتحدث عن الخيانة الزوجية، وخلوة العاشقين، إلا أنه يخلو من دغدغة رخيصة للعواطف أو مواقف إخراجية مبتذلة من أجل الإبهار، وأيضا رغم أن الحبكة الدرامية تبرر وجود مشاهد إغراء، وحين سئل علاري عن هذا الأمر، كان رده: أنا أحب أن أثير التفكير لا الشهوات، و أتلذذ بتعرية المفسدين، لا في نزع ثياب النساء.

لا شك أن الفيلم أفصح عن قيم كاتبه، و منتجه ومخرجه الملتزم الذي تحكم في السيناريو فنياً وجمالياً وبلور رؤيته الإبداعية الشخصية المتميزة، لينتج لنا فيلما يستحق بجدارة جميع الجوائز التي حصدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى