الشرق الأوسط

ذا تالنت إنتربرايز تكشف عن بحث جديد حول مستقبل العمل في دول الخليج والأعمال الجديدة التي سوف تظهر في المستقبل

كشفت ذا تالنت إنتربرايز، الشركة التقنية العالمية الرائدة في مجال التقييمات ومقرها في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن بحث جديد أجرته مؤخراً، وقد ورد في بيانات البحث توقعات مبنيّة على دراسة متعمّقة تفيد بحدوث تحوّلات رئيسية في أماكن العمل في منطقة دول الخليج في الفترة الممتدة بين عامي 2023 و 2030.

وقد شمل البحث أيضاً مستقبل الأعمال في المؤسسات، والتحوّلات المتوقعة للنهوض في الاستفادة من التقنيات والتركيز المتجدد على قضايا جودة الحياة والصحة العقلية والنفسية، إلى جانب التركيز المعزز على مبادرات المسؤولية المجتمعية وقضايا البيئة والنشاط والتمثيل الوظيفي، وقد جاء في البحث أيضاً توقعاً بتعزيز دور كل من جيل الألفية والجيل زد في تحوّل مستقبل العمل، إذ من المتوقع أن ترتفع نسبة مساهمتها في القوى العاملة إلى 75 % بحلول عام 2030، والتي تعتبر نسبة كبيرة تزيد عن النسبة الحالية التي تبلغ 38%.

ويحدد البحث خمسة تحوّلات رئيسية يمكن للقوى العاملة أن تتوقّعها بين العامين 2023 و2030. وتجدر الإشارة إلى أنّ البحث سيتم نشره للاحقاً في ورقة بحثية مخصّصة بعنوان «مستقبل العمل: التوقعات لدول مجلس التعاون الخليجي بين العامين 2023 و2030». وقد شارك في كتابة هذه الورقة البحثية مؤسسا شركة ذا تالنت إنتربرايز، راديكا بونشي وديفيد جونز.

وفي الواقع، تساهم التحوّلات الديموغرافية الرئيسية في تغذية هذه التحوّلات الخمسة التي تشهد أيضاً تسارعاً بفضل التقدّم التقني والتغيّرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على مستوى دول الخليج، وتشمل هذه التغيّرات:

المحاكاة الافتراضية: يُعرف جيل الألفية وجيل زد بأنّهم رقميون معتادون على استخدام التقنيات في مجالات التعليم والتدريب وإعدادات العمل، وفي السنوات القادمة سيشهد الموظفون الشباب تسارعاً في تبني التقنيات في مختلف القطاعات، وذلك مثل خدمة العملاء والخدمات المالية والتعليم والرعاية الصحية. كما وسيزيد استخدام تقنيات الواقع الممتد بما فيه الواقع المعزز والواقع المختلط والواقع الافتراضي، وذلك بغية دعم الكفاءة والإنتاجية في مكان العمل.

الصحة أولاً: لقد ساهم تفشي الوباء في زيادة اهتمام الكثيرين بأهمية الرفاه وجودة الحياة، إذ بات الموظفون يتخذون القرارات المهنية بناءً على الحالة الصحية العقلية والنفسية الخاصة بهم، ونظراً لتبني مزيداً من المؤسسات أسلوب العمل عن بعد بغية تحقيق التوازن، سيظل هذا الأسلوب تحت المجهر.

حماية البيئة: خلال عملية البحث عن وظيفة، أصبح الشباب الآن يهتمون بالممارسات البيئية التي تتّبعها المؤسسة التي ينون بدء العمل فيها، وذلك باعتباره التزاماً مهنياً غير قابل للجدل، على الرغم من أن هذا المنظور لم يكتسب أية أهمية في العقود االماضية. وعليه، سوف يتعيّن على مزيد من الشركات أن تضع سياسات بيئية واجتماعية وحوكمة قوية من شأنها وضع أهداف محددة ذات صلة بتخفيض انبعاث الكربون إلى صفر، وذلك إذا ما أرادت جذب المواهب الشابة.

النشاط: ستواظب القوى العاملة الشابة على قيادة التغيير والتركيز على المحصلة النهائية الثلاثية (الربحية والكوكب والإنسان). بالتالي، سيزيد عدد الشركات الناشئة والمؤسسات التي يقودها التأثير والتي تتسم بمنهجية قائمة على الغرض وتكون بطابع مبتكر.

التمثيل الوطني: لقد ساهم انخفاض نسبة العمالة الوافدة ضمن القوى العاملة الدائمة في دول الخليج في زيادة نسبة القوى العاملة الوطنية، وذلك مع ارتفاع نسب مشاركة المرأة والشباب على جميع المستويات، بما في ذلك الأدوار الفنية والتقنية. وبفضل الإصلاحات المحدّدة والإنجازات التعليمية الأفضل التي أنجزتها الدول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، سيواصل تمثيل المرأة في أدوار القيادة وصنع القرار تقدّمه على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وفي هذا الإطار، علّق ديفيد جونز، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لشركة ذا تالنت إنتربرايز الذي يتمتع بخبرة في مجال اقتصاديات سوق العمل: «تتمتع منطقة الخليج ودول أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بموقع الصدارة على مستوى العالم من حيث تحضيراتها المستمرة لتجهيز أماكن العمل المستقبلية. وقد تقدّمت هذه الدول على أماكن عمل كثيرة حول العالم في عملية إعداد إطار العمل التنظيمي والقانوني، وذلك من أجل دعم البنية التحتية في هذه المجالات، لاسيما التقنيات المالية والعملات الرقمية».

هذا وقد ذكرت أحدث البيانات الصادرة عن ذا تالنت إنتربرايز أهم 10 أعمال ستنشأ في المنطقة على مدار العقد المقبل، وهي:

المزارعون الحضريون وعلماء الأمن الغذائي، وعلماء حفظ الهواء والماء ومرمّموا النظم البيئية، ومهندسي النفايات، وعلماء الأوبئة وأخصائيي الصحة العامة، وأخصائيي التصنيع الحيوي وعلماء الوراثة المتطورة، وأخصائيي تقنية النانو ومهندسي البلوكتشين وعلماء الحوسبة السحابية وأخصائيي الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وأخصائيي أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وأخصائيي السلامة في الميتافيرس، ومديرو العملات الرقمية ومديري الثروة من «العملات المشفرة»، وعلماء الصحة النفسية ومدربي الصحة العقلية وأخصائيي التغيير السلوكي ومحسّني التعلّم واستشاريون تحقيق الرؤى.

ومن جهتها، أفادت راديكا بونشي، المؤسسة الشريكة والمديرة الإدارية لشركة ذا تالنت إنتربرايز والطبيبة النفسية الرائدة في مجال علم النفس المهني: «يجب أن تفوق سرعتنا في التعلّم (وعدم التعلّم) السرعة التي تتغيّر بها الأشياء. لطالما كثر الحديث في الماضي عن أنّ المهارات هي عملة المستقبل. ولكن في الواقع، وفي ظل التغييرات السريعة في أدوار الموظفين وفي ظل التسارع التقني، فإنّ العملة القيّمة الحقيقية هي الإنسان. فإذا توفّر الشخص المناسب الذي يتمتّع بالسمات المناسبة، يمكن صقل مهاراته وإعادة تأهيله وتوظيفه في قطاعات مختلفة».

بالإضافة إلى ذلك، سلّط بحث ذا تالنت إنتربرايز الضوء على المهارات الأكثر طلباً خلال العقد، بما في ذلك الرفاه وجودة الحياة والرعاية الذاتية والطلاقة الرقمية والتعاطف والشمول. أمّا المواطنة الرقمية التي تشير إلى استخدام التقنيات بمسؤولية، فستشكّل بدورها أيضاً مهارة شائعة بين موظفي المستقبل، وخاصة في ظل نهوض وتطوّر الميتافيرس وغيره من المنصات الإلكترونية المخصّصة للتعليم والعمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى