خبر استشهادك بتلك الوحشية و الصفاقة تصدر كل الصحف العربية و العالمية، بل تخطاها ليؤثر في معظم الناس من أهل الدين و العلم والصحافة و الفن ليمقتوا و يستهجنوا هذه الجريمة النكراء، فأصبحتِ دون منازع أيقونة الصحافة الفلسطينية و الخبر الأكثر تداولاً في الصحف و شبكات المواقع الالكترونية.
عزيزتي شيرين، الموت علينا حق و لا ننكره، لكن ان يتم التخطيط له بكل هذه النذالة و الدناءة فهو فعل جبان خسيس لم يقوًّ على اسكات الكلمة فاغتالها ظناً منه انه سينتصر…
غاليتي هل تابعت عن كثب كما عهدناك دائماً تفاصيل التقارير و التحليلات الاخبارية التي تصدرت خبر استشهادك. المؤلم؟ هل حلّلت ردود الفعل من عائلتك الممتدة من بيت لحم الى القدس و كامل فلسطين و الوطن العربي؟ هل شعرت بجنازتك المهيبة التي اوقعت الرعب في نفوس الأعداء؟ هل رأيت هلعهم من تابوتك المغطى بعلم فلسطين التي احببتِ دائماً؟ هل علمت ان شباناً ذادوا بالدفاع عن نعشك حتى لا يسقط وهو محمول على الأكتاف؟ هل سمعت سخف المستوطنين الذين شاركوا بمسيرتهم الخرقاء حين قالوا شامتين ماتت شيرين؟ هل ادركت الآن ان روحك و ذكراك لازالت تخيفهم و ان مجرد ذكر اسمك يصيبهم بالوجل؟
قد يكون غادرنا صوتك الدافىء الذي نشأنا عليه و حفظناه و كنا ننتظر تقاريرك الاخبارية لاننا على ثقة بمصداقية الخبر و المعلومة منك، لكن الروح باقية راسخة بيننا و تمدنا بالقوة التي طالما حظيت بها.
حبيبتي فلتنم عينك الآن و ترتاح، فلطالما كنتِ انت عيوننا هناك و جسر العودة الذي لا زلنا نحلم به.
“كانت معكم الشهيدة شيرين أبو عاقلة”