فنون وثقافة

سناء هيشري – حوار الفنانة التشكيلية البلجيكية لـ نورا

دبي : عمر شريقي

سناء هيشري من مواليد 1976 فنانة تشكيلية بلجيكيّة من أُصول تونسيّة باحثة و أستاذة فنون جميلة درست في الأكاديمية الملكيّة للفنون الجميلة ببروكسل مسيرة ثلاثة عقود في مجال التدريس و الفنون الجميلة بين بروكسل و دبي و تونس و سويسرا أقامت العديد من المعارض الفنّيّة في دول عربية تونس، دبي و المغرب و في اروبا، بلجيكا و أمستردام و سويسرا و غيرها من البلدان ، بصمتها الفنّيّة تحمل فلسفة جماليّة إبداعيّة .
مع الفنانة التشكيلة البلجيكية سناء هيشري كان لنا معها هذا الحوار :

** حدثينا عن بداياتك في الرسم وهل تتذكرين اول عمل قمت به ؟
من الإمارات بدأت رحلتي الفنية ، البلد الذي إحتضن أعمالي ولوحاتي واستطعت هناك نشر فنّي التشكيلي ، دبي منحتني وطن لفنّي و مسكنا لِلوحاتي و رُوح و جمال الامارات موجودة في لوحاتي و رائحة عطرها المسك و العود يفوح من الواني ، اتذكّر أوّل موضوع و بحث كان يتعلّق بالباب رسمتُ لوحات تتجسّد أبواب بطريقة تجريديّة و بتقنيات مختلفة مزجتُ بين الالوان و النحت و الكاليغرافي عُرضت هذه اللوحات بدبي اقول مشيئة الله الذي قدّر لها أن تُعرض في اكبر و اجمل بلد في العالم و الحمد لله نجحتُ في نشر فنّي التشكيلي و رسالتي حيث شاركت في عدة معارض جماعيّة و معارض شخصيّة ، في الشارقة و دبي ، لقيتْ دعم كبير من طرف هيئة الثقافة و الفنون و كُرّمت بالعديد من الجوائز لنضالي الفني و مشاركتي في نشر أرقي الفنون

** من خلال النظر الى أعمالك الفنية نرى صورة المرأة والطبيعة الصامتة ،من وجهة نظرك ما هو المدلول في ذلك ؟
اخترت تشكيلة مُميّزة في لوحتي الجديدة لِتكون لها شخصيّة مُميّزة ، المزج الثلاثي بين عالم الحيوان و الزهور و المرأة ، قطعة فنّيّة يسودها الغموض لها شخصيّة و روح فمن المعروف ان النمور تُحبّ العزلة جدّا و تُعتبر من الحيوانات المميزة و الفريدة من نوعها، تعرف ما تُريد و كيفيّة الحصول عليه ، تمتلك طباع مختلفة عن بقيّة الحيوانات و لها كرامة عالية و سمات مميزة ، صفات جميلة و فريدة لهذا الحيوان الذي اخترتُه و رسمتُه عدّة مرّات و جعلتُه جنبا لجنب مع المرأة و تعمّدت على ان تكون خلفيّة لوحتي مليئة بالزهور و النباتات التي تعمل علي بعث السعادة في النفس و صفاء و راحة عند النظر اليها، قوّة سحريّة لعالم الازهار و النباتات التي رسمتُها بطريقة يسودها الفموض بتقنيات مختلفة و عدّة خامات خارجة عن المؤلوف

** هل اللون في اللوحة له الأهمية مثل الفكرة أو الموضوع، وما اللون الذي تعملين على أن يكون دائما في لوحاتك والقريب إليك؟
الالوان عالمي و كوكبي و التي اعتبرها شئ فريد أكثر من البصمة ، و هي التي تكشف عن شخصيّة الفنّان و مزاجه و مشاعره، لذلك ابتعد كل البعد عن الالوان الكئيبة لِتكون للوحاتي مكانة خاصّة فبالنسبة لي لا تكتمل رسمة جميلة و زاهية علي اللوحة الا بوجود الأحمر و الأزرق و الأصفر و الأخضر و خاصة اللون الأرجواني و البنفسجي و الموف الذي اعتبره ملك الالوان و سيّدها لِأناقته و فخامته احبّ الالوان الي قلبي ذلك المزيج من اللون الاحمر و الازرق الذي يبُثّ في نفسي نوعا ما من الهدوء و الراحة و الاسترخاء فبدون هذه الالوان تكون اللوحة كئيبة و مُملّة و لا معني لها و يعكس ذلك علي المشاهد

** ما الأشياء التي تتشوق سناء هيشري إلى إنجازها ولم تتح لها الفرصة بعد للقيام بها؟
لن أقول لديّ انجاز او مشروع او هدف و لم انجح للوصول اليه و لن اقول هناك اشياء اتشوق اليها و لم تتح لي الفرصة بعد للقيام بها و إنّما ممكن أن أقول اسعي و أشتغل على ان تكون اعمالي الفنّيّة و لوحاتي عظيمة لِتأخذ مكانتها التي تليق بها و على قدر مجهوداتي و قُدراتي و طاقتي المبذولة على قدر نجاحي و تفوّقي كما يُقال ” الأشياء العظيمة تأخذ وقت” و لابدّ للزّمن أن يُنصف تعبي و تتحقق أحلامي و طُموحاتي بإذن الله .

** و ما هي طموحاتك؟
طموحاتي كبيرة هي التي تدعمني للوصول الي اهدافي و تدفعني للأمام للوصول إلى المستوى الذي يليق بي و الذي يُرضيني فالطّموح و التّحدّي بالنسبة لي هما حياة و روح تسري في خيالي للوصول إلي العظمة بمشيئة الله .

** رسمتُ و وصفتُ بأشكال عَلى لوحة الكانفاس الأمّ مصدر العطاء تُربيّ و تصنع أجيال ، كيف وجدت هذا النوع من الرسم ؟
المرأة كانت ضيفتي لمدّة 5 سنوات , استلهمتُ من نضالها و قوّتها و رسمتُها فكانت المُناضلة السياسيّة و الطبيبة و الاستاذة و خاصّة نضال الأمّ الذي اعتبره نضال خفيّ ، الأمّ الحنونة التي تستضيف مولود في بطنها مدّة 9 شهور، تؤويه و تُطعمه و تسقيه من دمها و عروقها هذا النضال الخفي الذي لا يُمكن رؤيته بالعين المُجرّدة و بعد ذلك كلّه تحتفي به في منزلها و تعتني به و تُربيه و تسهر الليالي و تُضحّي بوقتها و صحّتها لتصنع أجيال .

** بمن تأثرت من الفنانين ؟
هناك الكثير من العوامل التي أثّرت في اعمالي الفنّيّة اولها تعليمي بالأكاديمية الملكية للفنون الجميلة ببروكسل و تدريبي على يد كبار الاساتذة و الفنانين المختصّين بالفنون التشكيلية ببلجيكا و فرنسا الذي كان لهم دور هام في إنماء و تطوير روح الابداع و بعد ذلك يأتي اكبر عامل مؤثر في لوحاتي الا و هي اكتشافاتي و تجاربي التي اقوم بها في مرسمي الذي عندما تمرّ بجانبه سوف تشدّك رائحة بذر الكتان الذي يفوح من ألواني الزيتيّة المختلطة مع رائحة المسك و العود لِيأخذك إلى عالم جميل و أزمنة مُختلفة

** وإلى أي مدرسة تشكيلية تنتمي؟
السريالية والتجريدية و التعكيبية و غيرها من المدارس و المذاهب و الاشكال الفنية التي ينتمي اليها و يتتبعها الفنانين، و التي أُحاول تجاوزها و خلق مدرسة خاصة بي و منهج و مذهب فني بعيد عن الطرق التقليديّة و المُتعارف عليها .

** سناء هيشري ، هل يحتاج الفنان التشكيلي الى جو نفسي معين لكي يرسم ويُبدع ، هل ثمّة طقوس معينة لا تولد اللوحة إلا في حضرتها ؟
فبنعمة ربّك فحدّث” بالنسبة لي كفنانة تشكيليّة ، ألجأ دائما للدعاء الى الله لِيُعلّمني الابداع و الالهام هو وحده المبدع و الخالق سبحانه ، الدعاء و التضرّع لله هذا هو الجو النفسي و الطقوس التي لابدّ منها للرسم و الابداع و ما توفيقي الا بالله

 

** هل لابد ان يكون للعمل الفني التشكيلي كما للشعر وظيفة اجتماعية او سياسية او يكتفي بالوظيفة ‘الجمالية ؟
اللوحة الفنّيّة التي لا تمتلك طابع و هويّة و رسالة الى جانب الوظيفة الجمالية لا مُستقبل لها ،لا بدّ ان تكون للوحة موضوع و حكاية و رسالة يوجهها الفنان للعالم من خلال الوانه و اشكاله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى