عبير سليمان شاعرة ملتزمة تمتلك حضورا متألقا في المشهد الثقافي السوري ، وتحمل شهادة بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة تشرين بمدينة اللاذقية صدر لها ثلاثة مجموعات شعرية كان آخرها ( ونفخ في الناي )، وتحضر حاليا لمجموعتها الرابعة .
وقد شاركت في العديد من الأمسيات الأدبية ، ونشر أعمالها في العديد من الصحف والدوريات الثقافية السورية والعربية، وكان لنا معها الحوار التالي :
** عبير سليمان نتعرف إلى بداياتك في كتابة الشعر ومن الذي دفعك للكتابة
* لا يستطيع أحدٌ دفعنا إلى الطيران ما لم نملك أجنحة ، الشعر ملمحٌ لا مرئي من ملامح الشاعر؛ يُخلقُ معه كما تُخلقُ عيناه ، إنه موجودٌ سلفاً على هيئة ألماسة دفينة في خفايا الروح ، لا ننتبه لوجودها أحياناً ، لكن في حال أدركنا امتلاكنا لتلك الألماسة ، علينا العناية بها كي لا يلتهمها الغبار . أذكر أنني كتبتُ لإرضاء نزعتي الذاتية طوال الوقت دون الاكتراث بضرورة تقديم ما أكتب للآخرين ، إلى أن جرّبت أخيراً النشر إلكترونياً ؛ فلفت الأمر انتباه مبدعين أثق بهم ، أشاروا عليّ بضرورة طباعة ما أكتب ، فقبلت خوض التجربة بُغية ترتيب كتاباتي المبعثرة ضمن مخطوطاتٍ تتحلى بالمسؤولية …كان عليّ أن أضبط تلك الفوضى على كل حال.
** بمن تأثرت من الشعراء القدامى والمحدثين؟
* أقرأ الجميع دون تمييز ، قديماً وحديثاً ، عرباً وأجانب ، و أحبّ جميع الأجناس الأدبية ؛ فكل إبداعٍ شعري أو روائي أو خلافه كان قد قدّم لي شيئاً جديداً أثرى تجربتي ، وهناك أسماء كثيرة جداً محببة إلى نفسي أفضّل ألّا أقوم بذكرها خشية إهمال اسم ألوم نفسي لاحقاً على نسيانه.
** ما هي القيم والمبادئ التي تدافع عنها عبير وتؤمن بها؟
* لا أدّعي أنني أدافع عمداً عن مبدأ معين أو قيمة محددة ، لكنني أجد نفسي منحازة لحق الفرد بالسعادة و السلام و الحرية ضمن جماعة تحترم تلك الحقوق الشخصية ، مثلما أجد نفسي منحازة لحق الجماعة بالسعادة والسلام والحرية مع أفراد يحترمون تلك الحقوق العامة .
** ماهي أحلام وطموحات الشاعرة عبير سليمان التي تسعى إلى تحقيقها؟
* يقول المتنبي العظيم: ” إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ فلا تقنع بما دون النجوم ” ، لا سقف للأحلام و الطموحات و هذا ما يجعل الحياة جديرة بأن تعاش رغم حجم الظروف التي تحارب الأحلام والطموحات.
في سياق الكتابة أطمح بأن أظل قادرة على سبر أغوار أعمق كل مرة ، أتمنى بلوغ آفاق جديدة في تجربتي ، و أحلم أن أمتلك الشغف الدائم بالتحليق إلى أفلاك غنية بالمجرات.
** هل تضيف الأمومة للإبداع؟ وهل تنفصل المرأة الشاعرة حين تكتب عن أمومتها؟
* كل ما نعيشه يضيف إلينا فما بالك بالإضافة التي تتركها الأمومة التي يفترض بها أن تكون الأكثر غنىً وعطاءً بين جميع التجارب الإنسانية؟! تصقلنا الأمومة ، تمحو أميةً الأنا في دواخلنا ، تدرّبها على تغيير ذاتها لتتأقلم في عشّ عائلي ترعى عصافيره.
التعاطي مع الأدب في هذه المرحلة لا يشبه إعلاناً صاخباً من قبيل : ” تذكروا دوماً ؛ أنا أمٌّ تكتب الشعر أو أنا شاعرة أم ” .
الأمر تماماً أشبه بالعطر المستخلص من جملة إنجازات ؛ و الأمومة بعضُ الرحيق الداخل في تركيبه.
*متى تتنفس عبير شعراً ، هل يحملك الشعر إلى فنون أخرى؟
في كل الأوقات وبشكل مرهق ، بكل تأكيد هو ربّان سفينة مهوسة بالترحال إلى بحار الجمال السبعة.
*الشاعرة عبير إلى أين تريد أن تصل؟
أريدُ كوخاً على شاطئ الشعر ؛أخرج منه مباشرةً لأمشي حافية على الرمال..حيثُ أمواج الفيروز مُزبدة، وكل خطوة تبشّرني بنجوم بحر ذهبية.
واسمح لي أن أشكر مجلة نورا لإتاحتها الفرصة بالحديث عبر صفحاتها التي أعتز وأفتخر بها ، وشكرا لكل القائمين عليها .