مدينة «بجاية» السياحية لؤلؤة الشرف الجزائري لقاء بين الطبيعة ، الجمال و التاريخ

إذا كنت تخطط لزيارة الجزائر و التعرف على مدنها الساحلية ، خاصة و أننا مع بداية موصف الاصطياف ، أين يكثر البحث عن أفضل الوجهات السياحية لقضاء العطلة و الاستمتاع بجو البحر المنعش ، ننصحك بزيارة «عروس البحر الأبيض المتوسط» مدينة «بجاية» الساحرة أو «لؤلؤة الشرق الجزائري» كما يفضل البعض تسميتها، أردنا من خلال جولة سياحية تسليط الضوء على بعض معالم هذه المدينة المذهلة و مميزاتها التي جعلت منها منطقة سياحية بامتياز تستقطب ألاف السياح سنويا من داخل و خارج الوطن ، والتي تقع بالتحديد على ساحل البحر الأبيض المتوسط على بعد 250 كلم شرق الجزائر العاصمة

فهي واحدة من أبرز المدن الجزائرية الساحلية و أكثرها جمالا نظرا لما تتمتع به من جمال طبيعي و لما تحتويه من أماكن جذابة لا نظير لها ،

الأصل التاريخي لمنطقة بجاية
تعد بجابة واحدة من أقدم و أعرق المدن الجزائرية ، فهي تجسد التاريخ كونها مدينة تعاقبت عليها العديد من الحضارات التي تمتد من العصور الحجرية إلى عصور ما قبل الإسلام و كل حضارة تركت بصمتها و الآثار الموجودة بها خير دليل على ذلك ، اشتهرت تاريخيا بعدة أسماء من بينها «صالدي» في العهد الروماني ، «الناصرية» في زمن السلطان الناصر بن علناس ، أما أسمها الحالي « بجاية» فهو مشتق من الكلمة الفرنسية «بوجي» بمعنى الشمعة ، لأنها كانت تشتهر بصناعة الشموع ، و اليوم تقف هذه المدينة شاهدة على كل الأحداث التاريخية التي مرت بها من خلال معالمها السياحية و الأثرية

مميزاتها
صنفت مدينة «بجاية» ضمن أجمل المدن السياحية في الجزائر ، فهي مدينة تملك كل مقومات المدن السياحية الجميلة فضلا عن طقسها الجميل و الجذاب ، تتميز بإطلالتها الرائعة على البحر الأبيض المتوسط و مناظرها الطبيعية الخلابة ، مما جعلها قبلة لعشاق الطبيعة العذراء و ملاذ مفضل للعديد من العائلات من أجل الاستجمام و التنزه بين أحضان الطبيعة الساحرة و ظلال أشجارها الخلابة المطلة على ضفاف البحر بعيدا عن ضوضاء المدينة و ضجيجها ، هذا الموقع الجميل و الديكور الجذاب الذي يمزج بين الطبيعة الخلابة المتكونة من أشجار الصنوبر و الفلين و النباتات مختلفة الألوان و شواطئ رملية ساحرة أهلها لتصبح بذلك قطب سياحي بامتيازعلى مدار السنة ، لاسيما في العطل الأسبوعية والموسمية .

أهم المعالم السياحية و المواقع الأثرية في بجاية :
تضم بجاية مجموعة من المعالم السياحية و الأثرية الشاهدة على حضارة المنطقة ، و التي تصنف كأحد مصادر جذب السياح في الجزائر مثل جبل «يما قورايا» الشاهق الذي يجسد شخصية امرأة نائمة و التي نسبت إليه العديد من القصص و الروايات « كما توجد به «قمة القرود» أين يمكن للزائر الاستمتاع بأجمل المناظر الطبيعة و أيضا اللعب مع القرود اللطيفة الموجدة هناك كقرود المكاك البربري و ابن أوى الذهبي المنتشر هناك بكثرة ، إضافة إلى «مغارة أوقاس» المصنفة عالميا ضمن أجمل الكهوف العجيبة ، و كذلك «رأس كربون « و هي عبارة عن قمة جبلية تتميز بإطلالتها الرائعة على مياه البحر و التي شيدت بها فنادق سياحية فاخرة و شاليهات منفردة ، كذلك حصن «سيدي عبد القادر» الشهير و هو من أقدم المعالم الأثرية بالمنطقة و هو برج مراقبة بني من طرف الأسبان عند احتلالهم للمدينة ، و الذي يرتبط بأحد الشواطئ لهذا يطلق عليه «اسم حصن البحر» ، لا يمكن زيارة بجاية دون التجوال بين أزقة فصبتها العتيقة التي يعود تاريخها إلى عهد الدولة الموحدية ، و مما يزيد من روعة هذه القصبة أنها مزينة بتمثال المؤرخ « إبن خلدون» الذي كان من أهم الشخصيات الدينية و السياسية بالمنطقة ، لاسيما و أن هذه الولاية كانت بمثابة منارة علمية يقصدها العلماء و الباحثين من جميع أنحاء العالم على رأسهم العلامة عبد الرحمن بن خلدون ، و الفيلسوف الاسباني «ريمو لول» ، وفيها تعلم المهندس و الرياضي الايطالي « ليوناردو فيبو ناتشي» العلوم الرياضية و خاصة علم الجبر ثم ادخلها إلى أوروبا و من بين المعالم الأثرية التي تدل على أن بجاية هي مدينة التاريخ و الحضارة نجد أسوارها الجميلة و التي بنيت في القرن الحادي عشر في عهد الدولة الحمادية عندما كانت بجاية عاصمة الدولة الحمادية ، هذه الأسوار التي أنشئت لحماية المدينة من هجمات الأعداء و تتميز بقوتها و صلابتها التي لا يمكن اختراقها ، كماتشتهر بقصورها الرائعة كقصر الكوكب و قصر اللؤلؤة وهو أحد أعجب قصور العالم ، كما تضم هذه المدينة الجميلة العديد من الشواطئ ذات الإطلالة المميزة على البحر الأبيض المتوسط كشاطئ «ملبو» الذي يعد من أكثر الشواطئ جذبا للسياح ، شاطئ «بوليمات» الذي يمتاز بمياهه الصافية و إطلالته الساحرة على الجبال و الغابات الخضراء ، و لا يمكن زيارة بجاية دون التمتع بجمال «شلال كفريدة» الشهير أو «الينبوع الجديد» و يعتبر من أطول الشلالات في الجزائر بطول يبلغ 50 متر .

هذه هي باختصار مدينة بجاية الساحرة التي تعج بشعور من الخيال و الحيوية و البهجة

فإذا كنت من عشاق الطبيعة ، فلا تفوت فرصة زيارة هذه المدينة الساحرة و المثيرة .