في مساء أحد الأيام و بعد متابعة نشرة الاخبار المأساوية الواقعة في منطقتنا العربية، رحت بمخيلتي و أجريت حواراً روحياً مع الشاعر الفلسطيني الراحل “ابراهيم طوقان” صاحب النشيد in الشهير و القصيدة الأجمل على الإطلاق “موطني”..
صرت أشكو له حال الأسى التي وصلنا لها.. نعم و بكل تأكيد أن “الجلال والجمالُ والسناءُ والبهاءُ في ربى الوطن” لكن ما عاد هناك حياةٌ و لا نجاةٌ و لا هناءٌ يذكر من كثرة الحروب و التدمير .. و حين كتبتَ” هل أراك سالما منعما و غانماً مكرماً” يؤسفني أن أخبرك بأن كرامة الوطن و الإنسان زهقت من شدة الويلات و التنكيل و لسنا في مرحلة العُلا و لن نبلغ السماك!! بل أصبحنا في الدرك الأسفل من الخذلان..
و الشباب كلّت همتهم و ما عاد يقوى على استقلالك لان معظمهم أُبيد ما بين جريح و شهيد..
نعم “لا نريد ذلنا المؤبدا و عيشنا المنكدا” لكنها أصبحت وسماً مطبوعاً على جباهنا..
و أُكمل هيهاتٍ “نُعيد مجدنا التليد”..
فما عاد لنا رموز تضيء و لا رايات تشرّفُ و لا عزٌ نفخر به في وسط أمةٍ استفحلت فيها التبعية و الاتكالية..
و صرنا نحن المقهورون و ليس العدو بل صرنا كالدُمى يتلاعبون بنا كما يشتهون..