تحية للامهات الصابرات اللاتي يجدن أنفسهن في صراع دائم لا ناقة لهن به و لا بعير مع أبنائهن …
في صبيحة أحد أيام العطلة الصيفية و بينما الاولاد مشغولون في أمورهم و اذ بصغيرتي تسألني سؤالاً جوهرياً..
ماما من منا (هي وأخويها) الأقرب الى قلبك؟؟
ابتسمت و أجبتها اني أحب ثلاثتهم بنفس القدر.. لم تقتنع بالجواب و اردفت قائلة نعم و لكني أصغرهم!! أجبتها ذات الجواب أني لاأستطيع أن أفرقّ بينهم…
قالت لكن يا ماما أنا البنت الوحيدة و هم أولاد!!
فأخبرتها أن كل ولد هو عين من عيوني و أنها الروح..
أصرت أنه عليّ الاختيار.. و أكّدتُ على كلامي أني لا أستطيع الاختيار بينهم فكلهم أفديهم بنفسي.. هنا تنبّه ابني الأكبر محاولاً المساعدةفقال أنه أكبرهم لذا منطقياً هو الحاصل الاكبر على الحب كونه أقدمهم.. (أكبرهم سناً) هنا وقف ابني الاوسط و قال بكل فخر و لكني كنت الأصغر و المدلل أكثر لمدة أربعة أعوام فلابد من أنني الأقرب..
زادت حيرة صغيرتي و بدا عليها الاستياء قائلةً هم مميزان أكثر مني.. عندها قلت لهم لأنهي هذا الخلاف أن الكبير هو بمثابة القلب والاوسط بمثابة الكبد و الصغرى هي الروح.. و تابعت كلامي بأن الانسان لا يمكنه أن يعيش دون قلبٍ أو كبدٍ أو روح و أن كل هذه الأعضاء تكمِلُ بعضها.. اقتنعت صغيرتي أخيراً و بدأت تبتسم.. إلى أن إختلف كبيري و ابني الاوسط اذ قال الاوسط و لكن في حال اعتلال قلب الانسان يمكن زراعة قلبٍ جديد.. هنا استشاط كبيري و قال نعم و أيضاً يمكن زراعة كبدٍ جديد في حال المرض و لكن الروح لا تتبدل و بدأ الولدان بالتذمر و كيل الاتهامات لي بأني أفضل الروح التي لا تتبدل…
فغمرت ثلاثتهم و أخبرتهم أنهم سيعرفون مقدار حبي لهم حين ينجبوا اولادهم
.. دمتم بخير.