هذا الخريف، تدعوكم أيرلندا للانطلاق برحلة لا تُنسى إلى ربوعها الخلابة بعيدًا عن حرّ الشرق الأوسط مع اجتياح الظلال الحمراء الذهبية الطبيعة الخضراء المميزة في جزيرة الزمرد في شهر سبتمبر إيذانًا بتبدل الأيام الطويلة المشمسة بالأمسيات المعتمة. بدورها، توفر درجات الحرارة المعتدلة في هذا الوقت من كل عام الأجواء المثالية للمشي في أحضان الطبيعة واستكشاف المعالم المميزة في أيرلندا واستنشاق هواء شمال الأطلسي النقي.
وتشتهر أيرلندا بمجموعة من الأنشطة التي ترضي مختلف الأذواق، مما يجعلها مثالية للمستكشفين من دولة الإمارات العربية المتحدة ممن يبحثون عن عطلة مليئة بالتجارب الجديدة. هذا ويتسنّى للمواطنين الإماراتيين السفر بدون تأشيرة في حال كانوا ينوون الإقامة لأقل من 90 يومًا، في حين يمكن لحاملي الجنسيات الأخرى التقدم للحصول على تأشيرة سياحية عبر في إف إس جلوبال.
كما تكثر الفعاليات الثقافية والموسيقية والرياضية في أيرلندا، مما يتيح للزوار فرصة الاستمتاع بمجموعة من الأنشطة المتنوعة من الغسق حتى الفجر. كما تُعتبر شوارع التسوق المفعمة بالحيوية في البلدات والمدن الأيرلندية المكان المثالي للاستمتاع بجرعة تسوق طال انتظارها. وسواء كان طلبكم منتجاتٍ فاخرة من علامة براون توماس في كيلدار فيلاج، أو قطعًا كلاسيكية من تمبل بار في دبلن أو قطعًا حرفية من البوتيكات غير المحدودة ومتاجر الحرف اليدوية؛ فأيرلندا هي الوجهة الأولى التي ستلبي مختلف احتياجاتكم.
وعلى الجانب الآخر، يوفر الريف ملاذًا مثاليًا للتنعم بلحظات من الهدوء والسكينة. وفي ظل تزايد الشهرة العالمية لسلسلة صراع العروش، لا سيما مع عرض السلسلة التمهيدية هاوس أوف دراجون، بات بإمكان عشاق السلسلة إعادة إحياء مشاهدهم المفضلة من مواقع التصوير المختلفة في أيرلندا الشمالية.
وابتداءً من 3,455 درهمًا إماراتيًا، يمكن للزوار من الإمارات العربية المتحدة استقلال رحلة يومية مباشرة إلى جزيرة أيرلندا الساحرة بسهولة في غضون 7.5 ساعات وحسب، ذهابًا وإيابًا من دبي وأبوظبي.
وفي ما يلي بعض التجارب التي يمكن الاستمتاع بها في أيرلندا في الخريف:
مهرجانات الموسيقى والمأكولات
تشكّل مهرجانات جزيرة أيرلندا تعبيرًا فنيًا عن الثقافة الأيرلندية الغنية بالمأكولات والموسيقى والإبداع والفنون، وهي تحظى بشهرة لا تُضاهى على الساحة الدولية. وفي خريف كل عام، تستضيف مدن وبلدات أيرلندا بعضًا من أكبر الفعاليات الثقافية السنوية، تتخللها مجموعة لا تُنسى من العروض الترفيهية.
أما محبو الطعام، فغرب أيرلندا يعتبر الوجهة الأفضل، حيث يمكنهم أن يحظوا بتجربة تأسر الحواس لدى ارتياد الفعاليات المتنوعة كمهرجان غالواي الدولي للمحار والمأكولات البحرية (من 23 إلى 25 سبتمبر)، حيث تتم دعوة الزوار لتذوق النكهة الحقيقية لما تخبئه محيطات أيرلندا في المهرجان السنوي. هذا ويتخلل المهرجان فتح أو «تقشير المحار الأيرلندي والعالمي»، بالإضافة إلى عروض ترفيهية من الدرجة الأولى ومسيرات في الشوارع ومسارات للمأكولات البحرية، وذلك احتفالًا بحصاد المحار السنوي الغني في غالواي (الموسم الممتد من سبتمبر إلى أبريل).
وإذا لم يكن ذلك كافيًا، يمكن للزوار زيارة مهرجان دينجل فود (من 30 سبتمبر إلى 2 أكتوبر) الذي تتم إقامته في مقاطعة كيري المذهلة. ويتضمن المهرجان عروض طهي ومسارات مأكولات وأكثر من 50 كشكًا في السوق وورش عمل وعروض ترفيهية على الشارع وفعاليات للأطفال وفرصة لتذوق المشروبات من إحدى أكثر القرى شهرة بالصيد في أيرلندا.
هذا ويكرم مهرجان بلفاست الدولي للفنون هذا العام ثقافة الإبداع الغنية في أيرلندا، كما ويحتفل بمرور 60 عامًا على إطلاقه. ويتميز هذا المهرجان الذي يستمر لمدة شهر بالعروض والمعارض والفعاليات الموسيقية والمسرحية والراقصة والفنون البصرية وغيرها الكثير، والتي تقدمها ألمع المواهب الناشئة والرائدة في البلاد.
ويمكن لعشاق الموسيقى الاستمتاع بمهرجان غينيس كورك الشهير للجاز، وهو أكبر مهرجان لموسيقى الجاز في أيرلندا. ويستمر المهرجان من 28 إلى 31 أكتوبر. وستجمع عطلة نهاية الأسبوع المثيرة هذه حوالي 1,000 موسيقي من أكثر من 30 دولة أيرلندية ليعزفوا في أكثر من 80 منفذًا في جميع أنحاء المدينة.
في المقابل، يمكن لعشاق المسرح المشاركة في مهرجان دبلن المسرحي، وهو أقدم مهرجان مسرحي متخصص في أوروبا. ويستمر المهرجان من 29 سبتمبر إلى 16 أكتوبر. وسيتخلله مجموعة متنوعة من العروض المسرحية الجذابة التي سيتم أداؤها على المسارح العديدة ومنافذ العرض في دبلن لمدة أسبوعين.
استكشاف الحيوانات والحياة البحرية في أيرلندا
تقع أيرلندا على الحافة الغربية لأوروبا، وتتمتع بموقع مثالي يتيح لزوارها ومقيميها مراقبة هجرة الخريف الدرامية للطيور البحرية، حيث تهاجر الطيور من مناطق التكاثر في شمال أوروبا إلى المحيط الأطلسي. هذا ويجعل هذا الموقع الفريد من أيرلندا المكان المثالي لمشاهدة أنواع لا حصر لها من الطيور خلال هجرتها، بما في ذلك الإوز الكندي والبجع الأيسلندي والبجع الذهبي الأوروآسيوي.
كما وتتميز أيرلندا بأكثر من 7,500 كيلومتر من السواحل، مما يخلق بيئة مثالية لمشاهدة الحياة البحرية الرائعة، بما في ذلك الحيتان. وتعد مشاهدة الحيتان نشاطًا آسرًا يمكن لزوار أيرلندا الاستمتاع به من على متن قارب مستأجر. كما يمكن مشاهدة كل من الحيتان الحدباء والمينك وحتى الأوركا بين الفينة والأخرى وهي تقوم بألعابها البهلوانية المائية على طول وايلد أتلانتيك واي، وهي واحدة من أطول الطرق الساحلية في العالم وتمتد على مساحة 2,500 كيلومتر.
استكشاف ويستيروز
بلغت الشهرة العالمية لسلسلة صراع العروش أشدها بعد عرض السلسلة التمهيدية هاوس أوف دراجونز.
وعليه، وفقط في أيرلندا، يمكن لعشاق السلسلة الحائزة على الجوائز الاستفادة من فرصة فريدة لإعادة إحياء سلسلتهم المفضلة على أرض الواقع. فقد تم تصوير صراع العروش في أيرلندا الشمالية التي تُعتبر موطنًا لعدد لا يحصى من مواقع تصوير سفن كينغدومز. كما تقدم الجولة في استديو تصوير سلسلة صراع العروش في مدينة بانبريدج، مقاطعة أنتريم، للزوار رؤى حصرية عن مواقع تصوير السلسلة الدرامية الحائزة على الجوائز.
وتجري أحداث السلسة الغامضة داخل الوديان والقلاع والكهوف والسواحل بأيرلندا الشمالية، حيث تضفي سماء الخريف الكئيبة على الأجواء طابعًا خاصًا ومميزًا. فمن كهوف «ريفر لاندز» في مقاطعة فيرماناغ وصولًا إلى «دارك هيدجز» الشهيرة في مقاطعة أنتريم، سيأسر العرض الشهير من إنتاج إتش بي أوه حواس الزوار على الفور، مصطحبًا إياهم إلى قلب ويستيروز. هذا وتقع جميع الوجهات على مقربة من بلفاست ويمكن الوصول إليها بسهولة بواسطة حافلة جماعية أو بواسطة وسائل النقل الخاصة.
الاستمتاع بجلسات الموسيقى التقليدية
ولا يقتصر الولاء للثقافة الأيرلندية على زيارة المقاهي فحسب؛ حيث يمكن للزوار تجربة الأماكن التي تجسد الثقافة بشكل أفضل، كالاسترخاء بالقرب من جلسة نار والاستمتاع بالموسيقى المفعمة بالحيوية. وتجسد الموسيقى الأيرلندية التقليدية التي يتم عزفها على الآلات المحلية سحر العالم القديم للجزيرة، وتعيد إلى الحياة ثقافة الإبداع التي أصبحت مرادفة لأيرلندا.
هذا ويمكن لزوار أيرلندا على مدار العام الاستمتاع بالموسيقى الأيرلندية التقليدية من إحدى المقاهي الكثيرة في أيرلندا، ولكن يبقى لها وقع مختلف في الخريف، لا سيما حين يصبح نسيم المساء أبرد والمقاهي أدفأ. وكثيرة هي المقاهي في أيرلندا، منها ذا تمبل بار وذا أولد ستور هاوس وبورتر هاوس في منطقة تمبل بار الحيوية في دبلن؛ وآن بوكان وكيز وذا كراين في مدينة غالواي الساحرة. هذا ويقدم كل مقهى تجربة مختلفة، إلّا أن جميعها يتشارك السحر نفسه والقدرة على حفر ذكريات لا يمكن نسيانها عن أيرلندا التقليدية في ذهن الزوار.
الرقص مع الشفق القطبي
تعد ظاهرة الشفق القطبي إحدى أفضل الأسرار المحفوظة في أيرلندا والتي يمكن مشاهدتها من مواقع عدّة على امتداد الساحل الغربي والشمالي لأيرلندا. كذلك تُعتبر مواقع مثل إنيشوين ومالين هيد ودونري هيد وصليابه لياج في دونيجال (الساحل الشمالي الغربي لأيرلندا) نقطة مثالية لتأمل الأضواء الساحرة التي تتألق في سماء الليل.
ولاختبار تجربة آسرة حقًا، يمكن للزوار زيارة قلعة جرينان التي تقع أيضًا في مقاطعة دونيجال، وهي عبارة عن حصن دائري ضخم يبلغ عمره 2,000 عام ويقع على ارتفاع 250 مترًا / 820 قدمًا فوق مستوى سطح البحر. ويعود تاريخ تشييده إلى العصر الحجري الحديث، ويقبع على تلة وعلى بعد مسافة قصيرة بالسيارة من قرية بيرت. كما ويتميز بإطلالات بانورامية عبر شبه جزيرة إنيشوين.
استكشاف أيرلندا المنسية
ولعل جمال أيرلندا يتلخص في العدد الكبير من الآثار والمعالم السياحية والعجائب الطبيعية التي لا تزال بعيدة عن المسار السياحي الرئيسي.
فعلى جزيرة أكيل في مايو، تعيد القرية المهجورة إحياء الذكريات الأليمة حين خيّم شبح المجاعة على الجزيرة. وتقبع القرية وحيدة، محمية تحت منحدرات سليفمور وبعيدة عن التطور الذي صاحب القرن الحادي والعشرين، مما يجعل هذه الزاوية الهادئة من الجزيرة النائية المكان المثالي للباحثين عن السلام والراغبين بالتفكير بسكينة.
لذلك، ومع هذه المجموعة اللانهائية من الأنشطة التي يمكن لجميع أفراد الأسرة الاستمتاع بها، ما من وقت أفضل من الخريف لحجز رحلة إلى أيرلندا. وعليه، يقدم طيران الإمارات والاتحاد رحلات مباشرة إلى دبلن، ابتداءً من 3,445 درهمًا إماراتيًا.
هذا ويمكن لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة السفر بدون تأشيرة في حال كانوا ينوون الإقامة لأقل من 90 يومًا، في حين يمكن لحاملي الجنسيات الأخرى التقدم للحصول على تأشيرة سياحية عبر في إف إس جلوبال.