مالي أراك تغرق في بحر من الجحد و الطغيان
تختال مفاخراً بظلمك ناشراً البؤس و الحرمان
تسحق الأرض بقدمك مغتالا العدل و الأوطان
ترتشف مآسي الناس متلذذاً منتهكاً كل الأديان
تشرِّع بغيك و جورك، متهماً الإنصاف بالخذلان
تجمع أموالاً بكل الطرق و كل الأصناف و الألوان
تستعبد البشر مسعوراً، و تتملك بنقودك البلدان
تستبيح الأعراض مستخفاً، متبعاً خطى الشيطان
تنشىء الدمار في أي وقتٍ و أي مكان و بأي زمان
تبني حاشيةً و حراساً من حولك، و تعلّي الجدران
متكبراً، متعجرفاً، متجبَّراً و متعالياً على الرحمن
متجاهلاً ناكراً يوم الحساب، و يوم يبسط الميزان
متناسياً أصلك و أنك خُلقت من أديم و من أطيان
حذارِ يا هذا، فمهما علَوتَ ما أنت الا مجرد انسان