لا ترفع صوتك.. اكتفِ بالهمس.. ستوقظها من سباتها العميق، دعها تنام كما فعلت لعقود… وسنانة في نعشها المزجج يحرسها سبعة اقزام يسوقونها خمر الرُقاد كلما تململت..
إياك أن تجمع الحاء مع قافك في كلمة.. إنها تعويذة اليقظة، حاذر ان تنطق بها، حينها ستستفيق وتشرع بالبكاء سيؤلم بكاؤها كل شرفاء الأرض ، بينما يُصاب أصحاب الخسة بصداع لا فكاك منه… كل أصابع التنديد ستشير إليك وكل كلمات اللوم والتقريع ستقال بحقك.. سيكرهونك.. لأنك اسقطت قناع الفضيلة عن وجه الحقيقة العاري… لأنك ايقظت العقول بعد ما جهدوا في اقناعها أن لا وجود للحقيقة ، وانها ماتت منذ قرن .. لا تنطق باسمها لاتقل “حقيقة” دعها نائمة و ليكذبوا ما شاءوا .. اقصدها كناسك و اقسم باسمها دون أن تنطقه، طُف حولها على أطراف أصابعك كي لا تسمعك، وإن استفاقت عاجلها بالقول :
_إنني امزح.. إنها محض طُرفة.
ستعود إلى نومها وسيضحك كل الكاذبين سيضحكون ملئ اشداقهم ففكرة تحول الحقيقة إلى مزحة تداعب روح المقاتل الخسيس في دواخلهم..
لا تنطق بالحقيقة.. فلا شيء يؤلمهم أكثر منها.