
تحيةً للأمهات اللاتي عليهن ان يكنّ طباخات ماهرات و ان يتقنّ انواعاً غريبة من الطعام في بعض الأحيان ..
في مساء أحد الأيام و بينما سألت أبنائي ماذا يودون أن أحضّر لهم في حقيبة الغداء «lunchbox” للمدرسة في اليوم التالي؟..
أتتني الإجابات كالآتي: أكبرهم طلب ان يحصل على شطيرة من لحم الديك الرومي و الخس بالاضافة الى تفاحة و قطعة من الشوكولاتة..
و ابني الأوسط طلب قطعة من الشوكولاتة و عصير البرتقال فقط!! عندها أخبرته انه عليه أن يأكل شيئاً مفيداً يحتوي على الكربوهيدرات والفاكهة و الخضار و بعد سجالٍ طويل اقترح ان ياكل بعض الطحالب البحرية المحشوة بالارز و الخضار على هيئة السوشي “sushi” !! عندها صدمت من الطلب اولا لأني لا أستسيغ السوشي و ثانياً لم أحضّره من قبل، لكني كنت مضطرة للانصياع كون ابني الاوسط لا ياكل لا الخضار و لا الفاكهة و يفضل اكل اللحوم و الدجاج و الأسماك على أن يكون الطعام ساخناً و هذا ما يجعل تحضير طعامه للمدرسة دائماً معضلة بالنسبة لي!! أحضرت رقاقات الطحالب ملاتها بالأرز و الافوكادو، قمت بلفها و تقطيعها دوائر مثل السوشي و أضفت بعلبة منفصلة صلصة الصويا.. (على أمل أن تعجبه) أما صغيرتي فقد طلبت شطيرة لبنة مع بعض الخيار و العنب و طبعا قطعة الشوكولاتة..
بعد أن أنهيت تحضير حقائب الغداء للاولاد، نظرت اليهم و سرحت في مخيلتي.. ترى كم من طفلٍ حرِمَ من أمٍ تعطيه من حنانها و اهتمامها لأنها ببساطةٍ استشهدت مؤخراً؟؟ و كم من أمٍ خسرت صغارها جرّاء القصف الوحشي و أضحت وحيدة دون صغارها؟؟
قلوبنا معكم أهل غزة.. دمتم بخير.