مقال العدد

دو.. ري.. مي ..

بقلم: نورا البُديري

لطالما احببت الآلات الموسيقية و كنت أحلم و أكبر على ألحانها و كان يأسرني كيف ان اللحن ينتقل من مقام موسيقي لآخر في تناغم بديع و يحملني إلى عالم من الآمال و البهجة و إلى الشجن في بعض الأحيان.
بيد ان ما كان يثير فضولي دائماً هي آلة العود الأقرب إلى قلبي.
اذ انها تُصنع من خشب الأشجار، كشجر الجوز او الماهوجني أو شجر الورد و غيرها من أنواع الأشجار المعروفة و الثابتة في الارض بجذور يصعب اقتلاعها..
حيث يتم تكسير الأغصان و تحويلها إلى ألواح خشبية صغيرة ليتم جمعها و تصميم الآلة، من ظهر العود و الفرس الذي يستخدم لربط الأوتار و زند العود وهي المكان الذي يضغط فيه العازف على الأوتار.
و كلما جُمِعت الاوتار ، أعطتنا نغمة مختلفة مثل الدو او الري او المي.. إلا ان بعض الأغصان قد تكون عصيةً على صانع العود في تكسيرها و جمعها و هذا ماحصل في بعض الاعواد الخشبية التي رفضت الانصياع لأمر صانع العود و آثرت أن تدخل التاريخ من أوسع أبوابه لتسطر ملحمة وطنيةٍ في البطولة و الجسارة فتكون أعظم أعوادٍ أنتجت العصا الأشهر في الفترة الأخيرة و التي خلّدت أيقونة النضال و الفارس الحقيقي (في زمنٍ قلّ فيه الفرسان) في وقتنا الراهن و وصل صداها اصقاع الأرض.
ذات العصا الخشبية التي كانت من الممكن ان تكون جزءً من عودٍ موسيقي رنان، أبت إلا أن يكون لها حصةً في أعظم نغمةٍ على الإطلاق و التي ستُخلّد في التاريخ و ستُسمَع ترنيماتها لأجيالٍ قادمة ..
رحم الله الشهيد السنوار و بوركت بسالته ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى