فنون وثقافة

الشاعر السعودي سيف المرواني لـ نورا : تغمرني السعادة كلما صافحت حروفي وكلماتي القلوب.

حاوره : عمر شريقي

إنسان بسيط جدا لا حدود لأحلامه ، هو ذلك الأمل الذي يشع في زوايا الصمت ، يغرد في مساحات الهمس وينسج من الود لحنا صادقاً يسافر به في أفياء الكلمة لينسج منها ترياقاً وهمسا متدفقا ، أديب وكاتب يعشق الحرف ويعشقه يحلق به في فضاءات آخر ترسم له التوهج، صدر لي خمسة عشر مؤلفاً تراوحت بين النثر والقصة ، 11 مجموعة نثرية وأربع مجموعات قصصية.

للحديث عن تجربته الأدبية، وعلاقته بالكتب والإصدارات ، وكيف تشكلت نواة الادب في ذات سيف الطفل في مستهل حوارنا لـ نورا تحدث :
منذ الطفولة وخصوصا وأنا في المرحلة الابتدائية كنت مغرما بأمرين الأول السماع لكبار السن وتدوين تلك القصص في أوارق ، والأمر الثاني كنت أوفر مصروفي من أجل شراء الصحف من أجل القراءة وفي المرحلة المتوسطة بدأت أقرا كتب ذات عمق مثل كتب الرافعي والمنفلوطي ، وقرأت في تلك السن روايات مثل رواية البؤساء لفكتور هوجو وغيرها ، والدي كانا داعمين لي ولا أنسى فضل غمرني به صاحب مكتبة رياض بحيث كان يعيرني الكتب أقرائها وأعيدها إليه محافظا عليها وهذا بحد ذاته كان دافعا أثر في نفسي كثير.

وحول سؤال أن السعودية من الدول التي يزيد فيها عدد الشعراء عن عدد باقي الفنون الأخرى وكيف يصف لنا المشهد الثقافي السعودي اليوم قال: ربما يرجع لعدة أسباب منها طبيعة المملكة، حب الناس للشعر ، ارتباط الناس بالأرض ، قربه من المشاعر والهدهدة عليها ، تأثيره العميق على النفس، تابع يقول: المشهد الثقافي السعودي يحلق عاليا سواء في الشعر حيث حصد ثلاثة شعراء من المملكة العربية السعودية جائزة أمير الشعراء في سنوات متتالية والحصول على جوائز أخري ، وفي الرواية فاز أكثر من مبدع سعودي بجائزة البوكر ، فهناك حراك ثقافي كبير في كافة المجالات لا يقتصر على جانب محدد دون الآخر ، والأنشطة الثقافية كثيفة ومستمرة سواء من خلال وزارة الثقافة والأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون والصوالين الخاصة ، والشريك الأدبي فلا تخلو منطقة من مناطق المملكة من وجود حراك ثري يقام فيها.

وتابع يقول عن عالم الشعر ومدى قربه به أجاب :
أنا قريب منه وهو قريب مني فأحيانا تتلامس المشاعر فتنساب الجداول وفي أوقات أخرى تنهمر الشلالات لترسم لوحات معطرة تبحر بنا بعيدا ، أتابعه باهتمام ، له عذوبته الندية ،فالأحاسيس حين تفيض تدفع بنا للتحليق في مساحات تستوطنها الدهشة ، فتشعل قناديل آسرة تطرب لها النفس ،


وأضاف يقول :
الإنسان بطبعه يرنوا لتحقيق المزيد من ما يدهش ليواصل رحلة التغريد والعزف ويجوب كل الحدود الباحثة عن الجمال والذي يمنحنا طاقة إيجابية ، تغمرني السعادة كلما صافحت حروفي وكلماتي القلوب ووجدت ذلك الصدى المبهج ، فهذا بحد ذاته تاج ، ولكن الغاية الكبرى أن يصل حرفي لكل متذوق ، ويجد فيه ما يسره ويسعده ، ويسعى دائما للتميز.
وحول أهم المؤثرات في تجربتك الشعرية قال: لكل ما يمر علي أثراً في تجربتي ، فالكتابة بالنسبة لي زاد أجد فيها المرفأ والمكان والاتساع ، الفرح الحزن ، الأمل والذبول ، الورد والعطر ، السعادة والحزن ، كل ما يحيط بي يكون له وقعه ، الواقع والخيال ، القرب والبعد ، القراءة العميقة في مجالات عديدة لها أثرها المدهش في كل ما وصلت إليه

وحول اختيار العناوين للقصائد والدواوين ، فكيف تختارها أجاب:
ليس بتلك الدرجة من الإرهاق ولكني أراها متعة ، أحيانا النص يفرض العنوان ، وفي أخرى ربما تضع عنوان ليس له علاقة بالمنتج الأدبي والإبداعي ويحقق نجاحاً مختلفا، أنا أختار العناوين بعناية ، أبحث عن عنوان بقدر ما استطيع لم يطرق من قبل ، ربما تأخذ مني وقت ليكون القرار الأخير العنوان ، في أحيانا أخرى اتردد واستشير الأصدقاء ، أغلب كتبي أنا من أختار عناوينها.
وأضاف الشاعر سيف حول السر وراء ارتباط القارئ بأعمالي قال: الوطن هو الحياة ، الامتداد الفخر ، الروح التي تنبض بداخلي ، العشق المستوطن بكل الجوارح ، بحر العطاء المنهمر ، الإكليل الذي يطوق عنقي ، الشمس المبهجة التي تمنحني الألق والتوهج ، الحب الكبير ، مرفأ الأمن والأمان ، التاج الذي تزهو به القلوب ، الوطن أغلى وأروع وأجمل أبجديات الحياة ، في رحابه تزهر اللحظات ، وتنتشي الساعات ، وتترنم بلابل الأنس والسعادة ، الوطن لغة حب مختلفة ، مهما تحدثنا عنه نظل مقصرين جدا تجاه ، حفظ الله وطننا الغالي وكل الأوطان العربية والإسلامية ،الوطن هو الارتباط الذكريات المتجددة ، كل الأنوار المضيئة

وحول قصيدة النثر التي بات لها جمهور عريض سألناه عن مستقبل هذه القصيدة أجاب :
في أي جانب أدبي وثقافي هناك من يخلد ما خطته أنامله ويبقى شاهداً على جماله وروعته ويترك تأثيرا مدهشا يحملك لأن تهدهد عليه وتحيطه برعايتك واهتمامك ويجد صدى طيبا لدي الجميع وهناك ما يذبل ويتلاشى عطرة ليعج في طيات الذبول والنسيان ، فحين تهب عليه رياح الزمن حتما سوف يفقد رونقه ، فالجيد يبقى ، وغير ذلك يتداعى ، وقصيدة النثر مثلها مثل أي جانب إبداعي له رواده ، تجد من يرغب في استمرارها ، وهناك من يشن عليها حملات شعواء فلا يرى إلا جانبا إبداعيا واحداً وأرى هذا الموقف فيه كثير من القسوة ، فالكتابة بحر لا حدود لها شكرا من القلب على كل ما غمرتني به لك وافر شكري وتقديري لمجلة نورا ولأسرة التحرير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى