
استطاع الفنان والنحات «عبد المجيد بعزيز» من الجزائرأن يؤسس فن جديد لما تمتاز به مجوهراته المصنوعة من الأحجار الكريمة من مواصفات و خصائص لا توجد في المجوهرات الأخرى التي تمنح الشخص الطاقة الإيجابية و الحيوية عند ارتدائها.
و قد فتح هذا الفنان قلبه» لمجلة نورا «في ورشته المتواضعة ب الغوفي بولاية باتنة التي تقع على بعد حوالي 600 كلم جنوب شرق الجزائر العاصمة، و سرد لنا حياته و اسراره و عشقه لهذا الفن ، مشيرا الى انه لم يكتسب هذا الفن من تعليم او مدرسة بل كان عصاميا،
هو ذاك الرجل العنيد مع نفسه وصعب المراس لا يستسلم ولا يخضع أمام العقبات لطموحه، وهذا ما جعله يترك بصماته بإبداعه في صنع مجوهرات جسدها عن طريق أفكار تجوب خياله عن طريق الفن التجريدي لتعبر عن الواقع و الميتافيزيقا، و يظهر و كأنه فيلسوف زمانه، حيث استطاع أن يجسد الكثير من الأفكار التي تتراسل من خياله عبر هذه الاشكال من المجوهرات المنحوتة، و يقول بأن بدايته مع نحت الأحجار الكريمة كانت مع الأحجار السهلة، إلى أن وصل إلى أنواع أخرى فمع لمسة تحمل خصوصية و بصماته الخاصة في هذا الفن ما يميزه عن غيره ، واكتسب من ملامسته وتأمله دوما للأحجار الكريمة التي روضته عبر مراحل عمره فخضع لها مسلم بما تجود عليه من إلهام وجمال رباني ،حتى هام باحث عن مكنونها المخزون في باطن الأرض ،ليقضى جل وقته منقب عن جواهرها من الأحجار النادرة في تشكيلاتها وبأنواعها المتعددة الباهرة الجمال، يراها «الفنان المبدع بعزيز» كنوز هيأها الله له ومرآة لأفكاره للناس فبعد صقلها ونحتها تتكون في هيأة مجوهرات سحرت عدة شخصيات أخذوها للزينة أو تحولت إلى أجمل الهدايا التي يمكن تقديمها و قال بعزيز عبد المجيد في هذا اللقاء بأنه نادرا ما يلجأ الى تفسير دلالات تحفه الجميلة من المجوهرات بل يترك للمشاهد فرصة تقديم تفسيراته لها، مؤكدا بأن كل جوهرة ناقشها الى و سقطت من أوراق خياله تحمل أفكارا معينة و لها دلالات اما اجتماعية او دينية او روحانية وجعلها مطواعة تحت سندانه فشكلها كما يرى الناس في دواخلهم وليس أفعالهم فحسب، بحيث تتميز منحوتاته من المجوهرات بالروعة والقيم وذات روحانية وجمالية وتتمحور أغلب مجوهراته في تصويره موضوع العيون وملامح الوجه البشري والتعبير من خلالهما كيفما يريد. وتتميز مجوهراته بجمالية نوع الأحجار الكريمة التي بحسب تصريحه ليست مرتبطة بتصميم و تفكير و انما تسقط من فكره تلقائيا في حين تكون وفق الموديل العصري الذي يتناسب و العصر الحالي، حيث ينجز بعض مجوهراته الكبيرة الحجم في مدة وجيزة لا تتجاوز أسبوع مبررا سرعته هبة من الله والإلهام والتفكر في الخلق فهو يستلهم أفكاره بأبعادها اللامتناهية الجمال, ويحرص على انتقاء القطع الكريمة وكذا النادرة ذات القيم الجمالية الثمينة لكثرتها بالجزائر وقد طوع أدواته لتشكيلها بالتقنية الفائقة المرونة مع حرصه على بقاء الكتلة في بعد ثلاثي كما هي بثقلها متعمدا قدر المستطاع للحفاظ على خصوصيتها وعناصرها الفطرية ،مستخلص من بيئته كنوزها الغنية مستغل ما سخره الله من هبات دفينه في الأرض من الأحجار الكريمة الملونة والمرجانية من البحار بأحجامها المتفاوتة فهو فنان تشكيلي ذو أسلوب فائق التقنية فمجوهراته مكملة لنهجه وتوجهه الفكري وفلسفته وما حولها من حياة.
مجوهرات» الفنان بعزيز عبد المجيد «تكمن في قيمه الإنسانية وفكره لمضامين تعبر عن حالة الإنسان في توجسه وحواره في فضاء وفراغ الطبيعة وتأملاته البعيدة المدى وانكفائه وتمحوره حول نفسه وذلك التوافق والتناغم في التوازن والأبعاد والملمس المصقول لمجوهراته هي تتخذ أشكالا تصويرية هندسية دقيقة النسب سوريالية المضمون وتكعيبية الشكل في أحجامها ذات كفاءة عالية لمدركه البصري فهي رمز الحب والعاطفة والتضحيات في صورة يشعرها عطاء دون حدود و تبقى رسالته الأولى إتجاه ما وهب الله للطبيعة من عناصر في محيطه وبحرفيته الفائقة البراعة ،يتفنن ويهندس كل مساحة أو جزء من الأحجار الكريمة ليحيلها إلى منحوتات على شكل «حلي «و «أساور» وأقراط» تسر الناظرين و تساعد مرتديها على العلاج النفسي و تحسين الأداء العقلي و التفكير ويزيل التوتر كما يزيد التركيز و يقلل من الطاقات السلبية، فتلك المجوهرات المتنوعة والمثقلة بالجمال وبالعناء البشري المنقوشة بالأصابع الذهبية للفنان المبدع « بعزيز».