حدث من قرابة الأسبوع ان حضر بعض العمال إلى البيت لأعمال الصيانة و الإصلاح فقاموا بتغييرٍ بسيط في الباب الخارجي للمطبخ و هو نفس الباب الذي يخرج منه قطي المشاكس «هنتر» ليذهب للخارج… الغريب في الموضوع انه (أي القط) رفض الخروج و تسمّر امام الباب مستغربا الوضع!! و عاد أدراجه للداخل.. ضحكنا عليه في بادىء الأمر .. فقمنا أنا و الاولاد بتعويده و استدراجه خارج الباب ليعتاد على الوضع الجديد، قمت بحمله و قام الاولاد باستدراجه حاملين طبقا من اكل القطط حتى يعتاد على الخروج من الباب الجديد… اخذ الموضوع قرابة الثلاثة ايام حتى عاد يخرج وحده دون مساعدة او مرافقة.
بعد تعوّد القط على النظام الجديد رحت أنا شخصيا أتخيل إذا ما قمت بتغيير أي أمرٍ معتادة عليه كاستبدال عادة شرب قهوتي مثلاً و استبدالها بمشروب آخر !! أو روتين نومي و استيقاظي!! أو ممارسة أنشطتي البسيطة اليومية!! أو حتى إضافة اي مكون جديد للطعام الذي أحضره عادةً لعائلتي!! كلها صعبة في البداية.. و التجربة الجديدة بحد ذاتها فيها الكثير من التحديات و لو كانت أمور بسيطة..
أما التغيير الأصعب الذي لا يتصوره عقلي هو كمية التغيير و الأسى الذي يعاني منه أهل غزة تحت كل هذا الطغيان و الظلم..
فكيف لأمٍ بعد ان اعتادت على العناية بأطفالها ان تذهب لتزور قبورهم؟؟ او الطفل الذي لازال ينتظر والديه ليردوا عليه من تحت ركام منزلهم؟؟ او تلك الطفلة التى ضاعت من أهلها أثناء النزوح من مخيمٍ إلى آخر؟؟ او الطبيب الذي عالج معظم الأطفال المصابين و لكنه دفن فلذات كبده؟؟ حتى الجدة المقعدة على كرسي متحرك التي استشهدت كل عائلتها و بقي لها حفيدٌ واحدٌ من ذوي الاحتياجات الخاصة و الذي يتطلب الكثير من الرعاية و الاهتمام ؟؟
و غيرها جمٌ من المآسي و الحكايا المؤلمة التي لا تعد و لا تحصى..
الخلاصة انه يبقى التغيير صعباً إن لم يكن مستحيلاً و علينا التعايش معه و المضي قدماً …
كان الله في عون الجميع.