منذ فترة ليست بالطويلة و تحديداً في السادس من شباط/ فبراير- 2023 أفاق العالم على مأساة الزلزال المروع الذي ضرب كلاً من سوريا و تركيا، و الاهوال الناجمة عن هذا الحدث المريع و التي لاتزال أصداءه و ويلاته تتصدر شاشات الأخبار و الصحف اليومية.
الغريب في الامر اننا كبشر هرعنا كلنا لتتبع الاخبار و الاتصال بالاهل و الاصدقاء و المعارف الذين قد يكونوا من تلك البلدان او قاطنين فيها او لمجرد الحديث عن الوضع المؤسف و التحسر على الارواح التي زهقت و المفقودين و اليتامى…
بعد هذه الحادثة ببضعة ايام بدأنا نعود لروتين حياتنا الطبيعي و انشغالاتنا اليومية، و عدنا للتفكير بالمستقبل و مشاريع علينا خوض غمارها لتحسين حياتنا و تأمين مستقبل أبناءنا و ضمان دخولهم لجامعات مرموقة ليكملوا دراساتهم فيها و توفير حياةٍ كريمة لهم…
هنا بدأت اتساءل! ترى هل هي نعمة النسيان التي تساعدنا على تخطي الازمات و تدفعنا نحو الاستمرارية؟؟ ام هو جبروت الانسان الذي يمحو من ذاكرتنا كل العقبات التي مررنا بها نحن او غيرنا ؟؟
او اننا بتنا لا نبالي بمآسي الاخرين (تعودنا على المصائب المتكررة التي عصفت بوطننا العربي في العشر سنوات الماضية) و نكتفي بالدعاء لهم بالصبر و انزال السكينة عليهم؟؟
هل هذا يعني اننا تحجّرنا و ما عدنا نتأثر بالغير؟؟
و هل الدنيا تلهينا الى هذا الحد الذي اصبح مقززاً بحثاً عن الأنا و تجاهل أرواح الآخرين؟؟
بغض النظر عن الاجابة و السبب حرّيٌ بنا ان نتروى و لنعلم أنه مهما حسبنا حساباً للمستقبل و الغيب يبقى القدر له طريقته التي نجهل…
مع خالص أمنياتي للجميع بألف خير.