تحيةً لكل الأمهات اللاتي يجدن أنفسهن خارج دائرة نقاش. أبنائهن…
في يوم من آخر أيام شهر شباط/فبراير
جلس الاولاد فيما بينهم على المائدة و طلبوا مني الابتعاد لانهم يناقشون أمراً سرياً و في غاية الأهمية و لا يمكنني المشاركة او حتى الاستماع لهم…
احترمت رغبتهم و جلست في الغرفة المجاورة (طبعاً كنت تواقة لأعلم ما هو هذا الأمر)…!
كانت اصواتهم تعلو تارةً و من ثم يعم الهدوء لبضع دقائق.. الى أن سمعت أن النقاش بدأ يحتد، أكبرهم يقول فكرتي و الأوسط يقول لا فكرتي و بعدها صوت صغيرتي تقول بل أنا من فكر اولا بالموضوع.. استمر الخلاف بينهم عشر دقائق او ما شابه… و انا لا ازال في حيرةٍ من أمري..
و اشتد النقاش مرةً أخرى على الالوان اسمع كلمة أبيض ثم كلمة زهري بعدها لا لا بل اللون الأحمر و هنا نشب خلاف كبير بينهم فما كان من صغيرتي الا أن تنفجر من البكاء و تقول سأبلغ ماما عن الموضوع فما كان من الكبيرين الا أن هدؤوا من روعها و انصاعوا لرغبتها.. حسنا حسنا هو اللون الزهري اتفقنا على أن يبقى الموضوع سراً بيننا ..
فُضّ الاجتماع و خرج الاولاد من الغرفة و ملامح الانتصار. على وجوههم و تنفسوا الصعداء..
فما كان من صغيرتي الا أن تخبرني عن انجازها باقناع أخويها بشراء باقة ورد باللون الزهري بمناسبة عيد الأم..
هنا صرخ الولدين علىاختهما الصغيرة انها أفشت السر و أخبرتني المفاجأة، طبعاً بكت الصغيرة مرةً أخرى فما كان مني الا أن أعانق ثلاثتهم و أخبرهم كم أني أحبهم و كلي فخرُ بهم.
كل عام و كل الأمهات بألف خير.