جمعت نازحة فلسطينية آلاف علب الطعام الفارغة التي جمعتها بمساعدة آخرين في مخيم دير البلح لتصنع منها خيمة فريدة زينتها بلافتات دعم باللغتين العربية و الإنجليزية لتصبح بمثابة مزار لسكان الخيام الذين تقطعت بهم السبل في وسط قطاع غزة.
وتقول داليا العفيفي إن تفكيرها هداها بعد أربعة أشهر من بدء الحرب الحالية الدائرة في قطاع غزة إلى «التفكير خارج الصندوق لصنع شيء تبعت به بالرسائل».
ساق القدر إليها مهندسا نزح بدوره من الشمال في الجنوب فاستخدما الكمبيوتر المحمول الخاص به لوضع رسم هندسي للخيمة، وتقدير العدد المطلوب من العلب.
و قالت داليا إنها احتاجت لثلاثة آلاف علبة فساعدها الكثير من جيرانها و الراغبون في المساهمة و المتحمسون لقضاء الوقت في شيء نافع فجمعوا أكثر من 13 ألف من العلب المعدنية المطلوبة.
وأضافت الشابة الفلسطينية «بدأنا نجمع المعلبات و استغربت من تكاتف الأطفال و الشباب و المارة و كان الكل يريد ان يساهم و يساعد. فكان من السهل جدا علينا جمع المعلبات لأنها متوفرة في كل مكان.. و لأني شعرت إن الأطفال يريدون أن ينشغلوا بالفعل لم يستغرق الوقت منا في جمع المعلبات إلا ليومين أو ثلاثة».
شيئا فشيئا، وضعت داليا و من معها ما وصفته بأنه حجر الأساس لخيمتها الغريبة، و التي بدأت تجذب اهتمام الناس من سكان المخيم بفضل تكوينها الفريد. بعد أسبوعين كانت خيمة داليا المعدنية حقيقة على الأرض ترسم البهجة بين الخيام بفضل ما زينتها بها من لافتات دعم للقضية الفلسطينية.
ويقول عاصم كُريم، وهو أحد من ساهموا في صنع الخيمة المميزة «علبة فوق علبة فوق علبة.. كونت تقريبا ما يقارب 3000 علبة.. أخذت أياما وليال طبعا وجهد فريق كامل.. من صاحب فكرة لمهندس لفريق بناء.. يعني تكونت من أكثر من فريق لإنشاء هذه الخيمة.. لأن الكل حب يوصل فكرة المعاناة إلتي نعيشها».