تحية للأمهات اللاتي تجبرهن الظروف ان يتصرفن برباطة جأشٍ و حكمةٍ طبية في بعض ا الأحيان..
في مساء احد الايام طلب مني أبنائي ان أخبز لهم بعض الكعك (الكوكيز)، و بعد ان انهيت المهمة الموكلة لي، تناولوا الكوكيز و استمتعوابطعمها.
و ما هي إلا دقائق حتى نشب خلاف بين ابني الاوسط و ابنتي الصغرى على قطعة نقدية.. حيث قال هو انها له و ردت هي بأنها لها و دارت حلقة نقاش حامية بينهما فما كان مني إلا أن اطلب منهما وضع القطعة النقدية جانباً و غسل يديهما.
بعدها عمّ الهدوء لفترة قصيرة و اذ بابني الاوسط يصرخ من ألم في بطنه فسألته و باقي اخوته ان كانوا يشكون من ألم في البطن ظناً مني انها قد تكون من الكوكيز… عندما اخبروني انهم لا يتألمون ما عدا ابني الاوسط حينها اعترف لي بأنه وضع قطعة النقود في فمه حتى لاتصل لها اخته وتكون في مكان أمين و أنه كاد يختنق بها فقام بابتلاعها…
و هنا أعلنت حالة الطوارىء في المنزل و ذهبنا مسرعين الى أقرب مستشفى… وفي الطريق ماكان من ابني الكبير إلا أن يطمئن أخيه بأنه بجانبه إلى نهاية الطريق و أنه اذا ماذهب الى أي مطار سيرن تحت اجهزة المسح الالكتروني وقد يظن ضباط الأمن انه يهرب الممنوعات وفي حال موته (بعيد الشر) سيعتني بكل ألعابه!!
أما الصغرى كعادتها عليها المشاركة بأي حديث فقالت: واااو لقد أصبحت حصالة نقودٍ كبيرة الآن…
وصلنا الى المستشفى من مدخل الطوارىء فقاموا بإجراء الفحوصات اللازمة و الصور الإشعاعية ليتضح ان قطعة النقود استقرت وسط المريء و أن عليهم الاسراع في سحبها.
و الحمدلله لم تكن عملية جراحية إنما باستخدام المنظار و آلة شبيهة بالملقط لسحب القطعة النقدية إلا أنه تم تخديره بمخدرٍ عام…
استغرقت العملية قرابة الثلاث دقائق لا أكثر و لكنها كانت كفيلة بأن تشعرني بأنها دهرٌ بأكمله…
حفظ الله أبناءكم جميعاً و دمتم بألف خير.