قراءة في كتاب “أتغير”
للكاتب ليف اولمن
النوع الأدبي: سيرة ذاتية
_ما التَغيُّر؟
اهو شيءٌ داخلي؟
أم انه شيءٌ أدركه عند الآخرين؟
لعله دافع واعٍ أقوى، واذا كان كذلك ، فإلى أين يقود ؟
لم تراني أكافح ؟
أ لكي أصبح أفضل كائن بشري؟ أم أفضل فنانة ؟
مالذي أريد حقاً أن أفعله الآن بما حققته ؟
ماالذي سافعله بالتغيُّر؟
ربما ليس من الأهمية أن أعرف .
ربما ليس من الأهمية أن أصل. _
تبدأ رحلة مع ليف اولمن الممثلة والمخرجة النروبجية في مستشفى صغير في طوكيو _اليابان.. في ديسمبر العام ١٩٣٨
يخطف الموت اباها بعد ست سنوات ليظل ساكنا في ذكرياتها كظل مشوش لرجل وسيم بحذاء طويل وسترة جلدية بنية وكف دافئ تأخذ بيدها و إحساس عميق بالخوف يسكنها في غيابه حتى النهاية .. تكبر ليف وهي بانتظار ان تلتقي رجلا بسترة جلدية بنية ليعيد إليها ذاك الاحساس بالأمان الذي استشعرته يوماً بوجود الأب الراحل …
سرد ذاتي جميل لمسيرة الفتاة القادمة ترونديم من النرويج لتجول العالم وتعيش على جزيرة ، وتدخل هوليوود ، وتترشح لجائزة الأوسكار ، وتدخل البيت الأبيض، وتجلس إلى طاولات مستديرة تُوَقع عليها معاهدات سلام بين دول عُظمى ، ويتصدر اسمها عناوين الصحف ، وتحتل صورها أغلفة المجلات ؛ في رحلة دامت لعقود تسردها بكلمات تنفذ إلى المخيلة باسلوب جميل يشف عن مشاعر سهلة الفهم.
ليف اولمن الأم التي عذبها الاحساس بالذنب في كل لحظة أمضتها بعيدا عن صغيرتها لظنها ان لحظة كهذه كان يجب أن تتقاسمها مع لين..
الحاجة إلى الأمان.. الخوف من الوحدة.. التوق إلى الحب.. الاحساس بالذنب تجاه صغيرة تمضي أجمل أوقاتها بيد المربيات و جليسات الأطفال .. الحب الكامن خلف إطار الصداقة …
“لكنني اقف في طريقي الخاصة اقف بكليّتي مثل حمولة هائلة من الرعب مثل فصول منسية من كتاب يجب استذكارها مثل الخوف من الوحدة.”
“كل الأمان المفقود يتلبس المخلوقة المسماة ليف”