
وعدتكَ اني سألقاك في اجازة الربيع لانافسك بلعب (دق طاولة زهر)ضحكت كثيرا علّي كوني لست بمهارتك طبعا.. و لأني حين ألعب معك تنهي دورك سريعا بينما أقضي وقتا طويلاً في عد الخانات!! و عادةً ما كنت تمل منتظراً أن أُنهي دوري..
أخبرتك أني أتقنت عمل أكلة (الصفيحة البافاوية) التي تحب كثيراً و بأنني سأصنعها لك، و أبرمنا اتفاقاً بأننا سنتكلم عن الحضارات و الممالك القديمة و تاريخ الوطن العربي الذي كنت لامعاً فيه كونه كان تخصصك و كان الأقرب لقلبك.
و من سذاجتي كنت أعلم أني إذا احببت ان أكلمك بأسلوبك و أدخل بيتاً من الشعر العربي في كلامي ستبتسم و تكمل عني القصيدة كاملةً و تخبرني باسم الشاعر و أصله و من أي عصرٍ كان.
كنا سنتحدث عن الأوضاع الراهنة في فلسطين و ستحدثني عن ذكرياتك هناك و طفولتك كونها مسقط رأسك و كنت أعلم انك ستهزأ من منظومة الاحتلال كونك تكبرهم بعشر سنواتٍ على الأقل.
حتى أني كنت أنوي أن أتعلم بعض الكلمات الألمانية لأخاطبك بها كونك تتقن اللغة و كنت سأحضّر بعض المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية لنستمع لها معاً كما كنت دائماً تفعل صباحاً عند شربك فنجان القهوة .. نويت و رسمت و قلت و خططت لهذا اللقاء لكن مشيئة الرحمن تدخلت و غيرت المخطط من لقاءٍ دنيوي إلى لقاءٍ روحي او حتى ألقاك في الآخرة …
رحمك الله يا أبي قد رحل عني مرجعي التاريخي و الأدبي و الشّعري …